رحل عن عالمنا القاضي الأميركي الشهير فرانك كابريو، الذي تحوّل خلال العقود الماضية إلى رمز إنساني عالمي، بعدما عرفه الملايين عبر مقاطع الفيديو المؤثرة من قاعة محكمته في مدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند.
فرانك كابريو
قاضٍ بوجه إنساني
تميّز القاضي كابريو، الذي شغل منصب رئيس المحكمة البلدية في بروفيدنس، بأسلوبه المختلف في التعامل مع المتهمين وأصحاب المخالفات البسيطة. فقد كان يمنحهم مساحة للحديث عن ظروفهم الشخصية، ويستمع إليهم بإنصات، ثم يتخذ قراراته بحكمة تحمل في طياتها رسالة إنسانية.
انتشرت مقاطع من جلساته على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث لاقت ردود فعل عالمية، إذ وجد فيه الناس نموذجًا للقاضي الذي يوازن بين حزم القانون ورحمة الإنسان.
إرث من العدالة الرحيمة
لم تكن أحكام كابريو مجرد قرارات قضائية، بل دروسًا في الإنسانية والرحمة. ففي العديد من القضايا، أعفى أشخاصًا من دفع الغرامات بسبب أوضاعهم المادية الصعبة، أو منحهم فُرصًا جديدة بدلًا من أن يغلق أمامهم الأبواب. هذه اللحظات المؤثرة جعلت الملايين حول العالم يعتبرونه "القاضي الذي أحبّ الناس وأحبّوه".
تكريم واسع
نال القاضي كابريو عدة تكريمات خلال مسيرته، ليس فقط لالتزامه بالقانون، بل أيضًا لنهجه الإنساني الذي ألهم قضاة ومحامين وناشطين اجتماعيين. واعتُبر حضوره الإعلامي بمثابة جسر يقرّب العدالة من الناس ويكشف عن البعد الإنساني للقضاء.
وداع مؤثر
مع رحيله، امتلأت منصات التواصل برسائل نعي من مختلف أنحاء العالم، حيث عبّر المتابعون عن حزنهم لفقدان شخصية قضائية نادرة. كتب أحدهم: "لقد علمتنا أن العدالة بلا رحمة مجرد قسوة، وأن الرحمة بلا عدالة ضعف. سنفتقدك يا قاضي القلوب".
رحيل فرانك كابريو لا يمثل فقط فقدان قاضٍ، بل خسارة لرمز عالمي للعدالة الرحيمة، سيظل إرثه حيًا في ذاكرة الملايين الذين ألهمتهم كلماته وقراراته.