بعد حملة التحريض: حرائق القدس ليست متعمدة بفعل العرب

التحقيق يكشف السبب الرئيسي لاندلاع حرائق القدس قبل 3 أسابيع ولا علاقة للعرب في إشعالها رغم تحريض اليمين واتهامات نتنياهو

عفاف شيني|
2 عرض المعرض
حرائق في القدس
حرائق في القدس
حرائق في القدس
(فلاش 90)
كشف فريق التحقيق في الحريق الهائل، الذي اندلع قبل نحو ثلاثة أسابيع في القدس، تزامنا مع إحياء اسرائيل يوم استقلالها، أن الحريق لم يكن نتيجة حرق متعمد، بل ناجم عن "اشتعال متجدد" لنيران اندلعت قبل أسبوع من إعادة اشتعال النيران مجددا. وأفادت مصادر عبرية أن النيران اشتعلت مجددًا من بقايا حريق سابق التهم حينها نحو 10 آلاف دونم من الأحراش القريبة.
الحريق الجديد، الذي اندلع في في القدس قبل يوم من احتفال إسرائيل بالاستقلال تسبب في التهام نحو 20 ألف دونم، وأدى إلى إخلاء آلاف السكان من ثمانية تجمعات سكنية، بالإضافة إلى ترك مئات السائقين لمركباتهم بعد أن حوصروا في شارع رقم 1.
وعلى الرغم من مرور ثلاثة أسابيع على الحادث، ترفض سلطة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية تأكيد أو نفي المعلومات المنشورة، في الوقت الذي تواجه فيه سلطة الإطفاء انتقادات بسبب عدم شفافيتها في مشاركة نتائج تحقيقات حرائق سابقة، مثل كارثة دير الأسد في أغسطس 2023، التي راح ضحيتها اثنان من رجال الإطفاء اختنقوا أثناء محاولتهم إنقاذ شخص سقط في حفرة.
تحريض على العرب ومن ثم نتائج التحقيق
2 عرض المعرض
حرائق في القدس
حرائق في القدس
حرائق في القدس
(فلاش 90)
وفور اندلاع الحريق، سارع سياسيون، بينهم وزراء وأعضاء كنيست، إلى الادعاء بأن الحريق نجم عن عمل متعمد بدوافع "قومية". حتى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن في خطاب يوم الاستقلال عن اعتقال 18 شخصًا بشبهة الضلوع في حرائق، وأن أحدهم "ضُبط متلبسًا"، وهو ما أثار دهشة لدى الشرطة التي أكدت حينها وجود ثلاثة معتقلين فقط.
رجال الإطفاء خاضوا معركة شاقة ضد النيران التي انتشرت بسرعة غير مسبوقة بسبب الرياح القوية، ولم تتم السيطرة عليها إلا بعد 36 ساعة من الجهود المتواصلة، وفقًا لما أعلنه مفوض الإطفاء والإنقاذ، إيال كسفي، الذي أصيب بدوره أثناء تواجده في موقع الحريق.
اعتمد فريق التحقيق على تسجيلات كاميرات من منطقتي "مسيلات تسيون" و"نفيه شالوم"، حيث يعتقد أن النيران اشتعلت مجددًا. وقال مسؤول سابق في جهاز الإطفاء إن "ظاهرة الاشتعال المتجدد" معروفة، مشيرًا إلى أن جذور الأشجار المشتعلة تحت الأرض قد تبقى مشتعلة لأسابيع، وتتجدد بفعل الأوكسجين والرياح، ما يتطلب فحوصات دورية، واستخدام خراطيم مياه، وطائرات مسيرة، ومروحيات مراقبة، وعدم مغادرة المنطقة لمدة أسبوعين بعد إخماد الحريق الأولي.
تحذير مقلق: نقص خطير بطواقم الإطفاء والمعدات
وفي سياق متصل، عقدت لجنة المالية في الكنيست جلسة شارك فيها ممثلون عن وزارة الأمن القومي ووزارة المالية ونائب مفوض الإطفاء، روني مخطاييف، الذي حذر من نقص حاد في عدد رجال الإطفاء والمعدات، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لـ1,000 رجل إطفاء إضافي، ومعدات بما فيها مروحيات الإطفاء. وأكد أن إسرائيل قررت منذ 2017 شراء 4 طائرات إطفاء، لكن حتى الآن يجري تنفيذ صفقة لشراء مروحيتين فقط.
وذكر أن جهاز الإطفاء يضم حاليًا نحو 2,100 رجل إطفاء يعانون من الإنهاك بسبب الحرائق المتكررة، خاصة وأن عليهم العودة مباشرة إلى المهام اليومية وإجراء فحوصات ميدانية بعد كل حريق، كجزء من إجراءات الوقاية.
وفي بيانها الرسمي، قالت هيئة الإطفاء إن حريق "جدار النار" يُعد من أكبر وأعقد الحرائق في تاريخ البلاد، وتم تشكيل لجنة تحقيق خاصة تضم نخبة المحققين، وستُعرض نتائج التحقيق على المفوض، وعلى الوزير المعني، ثم على الجمهور، دون تقديم تفاصيل بشأن سبب الحريق الذي تبين لاحقًا أنه اشتعال متجدد.
iiq_pixel