في ظل تعثّر مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى، تلقّت عائلات المختطفين الإسرائيليين تحذيرًا من جهات أمنية بشأن "سيناريو خطر" يتمثّل في احتمال وقوع المختطفين بيد جهات مسلّحة غير خاضعة لحماس، في حال فقدت الأخيرة السيطرة على الوضع الأمني في قطاع غزة.
وأوضحت مصادر في جهاز الأمن أن تزايد الفوضى داخل القطاع قد يؤدي إلى انشقاق بعض القادة الميدانيين عن البنية التنظيمية لحماس، واحتجازهم للمختطفين كأوراق ضغط خاصة بهم، ما سيعقّد جهود الإفراج عنهم ويضطر إسرائيل للتفاوض مع عدة أطراف وليس مع جهة واحدة كما هو الحال اليوم. وأكدت هذه المصادر أن "الفرصة الوحيدة للتوصل إلى اتفاق حقيقي تمرّ عبر صفقة فورية، قبل أن تتفاقم الأزمة".
في المقابل، أشار مصدر أمني رفيع مطّلع على الملف إلى أنه "لا توجد حاليًا مؤشرات على انهيار هيكل القيادة في حماس"، وأضاف: "حتى إن اندلعت احتجاجات داخلية، لا أتوقع أن تنهار سلسلة القيادة".
وفيما يخص جهود الوساطة، وبعد الادعاء الإسرائيلي الأمريكي،حول رفض حماس الفعلي للمقترح الأميركي المعروف بـ"مخطط ويتكوف"، أعلنت حماس أمس استعدادها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة فورًا، غير أن إسرائيل قررت عدم إرسال وفد إلى الدوحة، بدعوى أن "رد حماس لا يتضمن أي قبول فعلي للمبادرة، والفجوات لا تزال كبيرة جدًا".
مع ذلك، يواصل الأميركيون جهودهم، إذ طلب المبعوث ستيف ويتكوف من رجل الأعمال الأميركي-الفلسطيني بشارة بحبح البقاء في الدوحة ومواصلة الحوار مع حماس بهدف تليين موقفها، فيما يواصل كل من مصر وقطر دورهما كوسطاء ميدانيين.
أزمة في "صندوق المساعدات لغزة" واتهامات بخلل إداري
على صعيد إنساني متصل، يواجه "صندوق المساعدات لغزة" GHF، الذي أُطلق بدعم أميركي لتوزيع الغذاء في القطاع، أزمة داخلية حادّة، حيث أعلنت شركتا استشارات رئيسيتان انسحابهما من المشروع، في ظل تقارير عن إطلاق نار متكرر من الجيش الإسرائيلي تجاه المدنيين أثناء توزيع الطرود، ورفض منظمات دولية التعاون مع المبادرة.
وبحسب تقرير لـ"واشنطن بوست"، استقال اثنان من كبار مسؤولي المشروع، كما ألغت شركة BCG الدولية للاستشارات عقدها وسحبت طاقمها العامل في تل أبيب، بعد فتح تحقيق داخلي في شكاوى تتعلق بالإدارة.
ورغم النفي الرسمي لتلقي أي مقابل مادي، أفادت مصادر أخرى أن BCG قدمت فواتير شهرية تجاوزت مليون دولار. ومع ذلك، أعلن الصندوق أنه نجح في توزيع أكثر من 7 ملايين وجبة خلال أسبوعه الأول، مع التأكيد أن النموذج الذي تم تطويره بالشراكة مع الحكومة الإسرائيلية والقطاع الخاص يهدف لمنع وصول المساعدات إلى حماس، عبر الاستعانة بشركات أمنية أميركية لحماية القوافل ومراكز التوزيع.