في تصريح بارز ضمن جولته الخليجية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة تقترب جدًا من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي تحت أي ظرف.
وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة القطرية الدوحة، حيث قال: "نحن على بُعد خطوات قليلة من اتفاق نووي مع إيران، لكننا نؤكد أن امتلاكها لسلاح نووي أمر غير وارد إطلاقًا"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تخوض مفاوضات دقيقة مع إيران بهدف تحقيق سلام مستدام في المنطقة".
السلام عبر القوة
وأضاف ترامب في كلمته: "نؤمن بالسلام عبر القوة، ونرغب في نجاح المفاوضات مع إيران. هدفنا ليس التصعيد، بل التوصل إلى اتفاق طويل الأمد يضمن أمن حلفائنا واستقرار المنطقة".
وتابع: "سنواصل دعم شركائنا في الشرق الأوسط، وسنحمي مصالحنا ومصالحهم، ولن نسمح بأي تهديد استراتيجي من قبل إيران أو أي جهة أخرى".
جولة خليجية محورية
تأتي زيارة ترامب إلى قطر ضمن جولة إقليمية تشمل السعودية والإمارات، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة ملفات الأمن الإقليمي، والتعاون الاقتصادي والدفاعي، بالإضافة إلى جهود الوساطة في الملفات الساخنة في المنطقة، وعلى رأسها الملف الإيراني.
وكان ترامب قد التقى في وقت سابق بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث ناقش الطرفان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وملفات إقليمية ذات اهتمام مشترك، من بينها أمن الخليج، واستقرار أسواق الطاقة، والتنسيق المشترك في قضايا الأمن والدفاع.
ومن المتوقع أن يغادر ترامب الدوحة مساء اليوم متوجهًا إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في زيارة يلتقي خلالها مسؤولين كبارًا لبحث ملفات أمنية واستراتيجية في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة.
خلفية المفاوضات
وتأتي تصريحات ترامب في وقت تُكثف فيه الدبلوماسية الأميركية جهودها لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018. ومنذ ذلك الحين، تصاعدت التوترات بين الجانبين، قبل أن تعود المفاوضات إلى مسارها بدفع من عدة أطراف إقليمية ودولية.
وتسعى واشنطن، بحسب تصريحات مسؤوليها، إلى صيغة اتفاق جديدة تضع قيودًا مشددة على البرنامج النووي الإيراني، مع ضمانات رقابية أطول أمدًا، مقابل رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية.
ورغم التفاؤل الحذر الذي أبداه ترامب، لا تزال بعض العواصم الغربية والإقليمية تراقب بحذر مآلات هذه المفاوضات، وسط مخاوف من تصعيد محتمل في حال فشل التوصل إلى تسوية ترضي الطرفين.