انطلق صباح اليوم العام الدراسي الأكاديمي الجديد في الجامعات والكليات الإسرائيلية، بمشاركة نحو 355 ألف طالب وطالبة من مختلف التخصصات والمستويات التعليمية، بينهم أكثر من 60 ألف طالب جديد التحقوا هذا العام بمؤسسات التعليم العالي للمرة الأولى.
ويأتي ذلك وسط تحديات سياسية واجتماعية وأخرى اقتصادية يواجهها الطلاب العرب، وخاصة المنضمون للسنة الأولى للتعليم، وسط تحديات تتعلق بالاندماج واللغة والأجواء، خاصة بعد عامين من حروب وأوضاع أمنية وسياسية صعبة انعكست على طبيعة العلاقات بين العرب واليهود في البلاد.
راديو الناس، استضاف في برنامج هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب الطالب محمد رمضان، الشاب من سخنين وطالب السنة الأولى في تخصص الحقوق بجامعة بار إيلان، للحديث عن انطلاق العام الدراسي الجديد وتجاربه كطالب عربي في الجامعة.
محمد رمضان من سخنين: اليوم هو عبارة عن تداخل بين الضغط الذي أشعر به والحماس الكبير
هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب
03:24
وقال رمضان خلال المقابلة: "اليوم هو عبارة عن تداخل بين الضغط الذي أشعر به والحماس الكبير، فأنا متحمس، ولكن في الوقت ذاته أشعر بالضغوطات كوننا طلاب عرب ضمن أقلية في الفوج."
وأوضح أن عدد الطلاب العرب في تخصص الحقوق محدود جدًا، قائلاً: "نحن 25 طالبًا عربيًا من بين حوالي 280 طالبًا، وهذه الأمور تؤثر على العقلية، لذلك نحاول أن نكوّن صداقات ونتعرف على بعضنا البعض لتشكيل شبكة دعم داخل الجامعة."
وعن سبب اختياره لتخصص الحقوق، أشار رمضان إلى أنه راجع تجارب الآخرين قبل اتخاذ قراره، قائلاً: "قبل الجامعة كنت أستشير الجيل الأكبر مني، لأن لديهم معرفة وخبرة أكبر بسوق العمل، وأكثر جواب كنت أسمعه هو أن النجاح يعتمد على قدرة الشخص وشطارته وطريقة تعامله مع الحياة."
وأضاف: "المهم أن تتعلم ما تحبه، وليس ما يرغبه أهلك. فالأهالي يريدون لك لقب 'دكتور'، لكن إن لم تحب التخصص، فلن يكون مجديًا لك. بالنسبة لي، لم أرغب في دراسة الهندسة أو متابعة ما يحب أهلي."
كما أشار إلى تجربته في السكن الطلابي: "أنا أسكن في السكن الجامعي، تقريبًا أنام داخل الجامعة، وهذا يساعدني على التكيف مع الضغوط والدروس بشكل أفضل."
وفيما يتعلق بالآمال والطموحات المستقبلية، قال: "أطمح أن أختار القضايا المهمة التي سأدافع عنها في المستقبل، وأن أمثل الآخرين بشكل فعّال، وهذا ما يجعل دراسة الحقوق مهمة جدًا، خاصة في هذه المرحلة وفي هذه البلاد."
مشهراوي يكشف استعدادات العام الدراسي الجديد ويؤكد دعم الطلاب العرب
مشهراوي يكشف استعدادات العام الدراسي الجديد ويؤكد دعم الطلاب العرب
هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب
03:24
البروفيسور يوسف مشهراوي، رئيس اللجنة التوجيهية لتشجيع وتعزيز المجتمع العربي في جامعة تل أبيب، تحدث لراديو الناس عن الاستعدادات في جامعة تل أبيب لاستقبال الطلاب العرب خاصة في ظل التحديات القائمة.
وقال مشهراوي في بداية حديثه: "مررنا سنتين صعبتين، والسنة هذه عبارة عن سنة عادية إن شاء الله. وعلى أساس هذه التجربة، تعلمنا كيفية مواجهة أي صعوبات بطريقة أفضل."
وأشار إلى أن التعليم استمر رغم الظروف الاستثنائية التي مر بها الطلاب، بما في ذلك الحرب ووباء كورونا: "حتى التعليم عن بُعد استمر، والتسجيل في الدروس كان دائمًا متاحًا، لكي يتمكن الطلاب من متابعة المحاضرات سواء حضوريًا أو عن بعد."
وتطرق مشهراوي إلى الصعوبات الاقتصادية التي تواجه الطلاب العرب، مؤكداً ضرورة دعم المجتمع لهم: "الصعوبات الاقتصادية حقيقية، وعلينا كمجتمع أن ندعم الطلاب العرب. اقتراحي كان أن تبادر العائلات لدعم الطلاب ضمن محيطهم، فهذا يسهل عليهم تجاوز هذه التحديات منذ البداية." وأضاف: "الجامعة لا تستطيع وحدها تغطية كل الاحتياجات، وهناك طلاب يواجهون صعوبات فردية مثل عدم قدرتهم على دفع الرسوم الجامعية، وهذا يؤثر على حضورهم واستكمالهم للدراسة."
وفيما يخص عدد الطلاب العرب المسجلين هذا العام، أوضح مشهراوي أن العدد ثابت تقريبًا سنويًا. وقال: "نحن نضم حوالي 800 طالب عربي جديد كل عام، ويمثل الطلاب العرب نحو 15-16% من طلاب المرحلة الأولى. هذا الرقم يعكس استمرار اهتمام الطلاب العرب بالتعليم الجامعي."
وأشار إلى التركيز على تشجيع الطلاب على التخصصات العلمية والصحية، موضحا أن "هناك مجهود كبير من الدولة والمؤسسات لتشجيع الطلاب العرب على دراسة مواضيع مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء، وكذلك الاقتصاد والطب والمجالات الصحية، لأن الطلاب العرب غالبًا لا يكونون مستعدين لهذه التخصصات بعد المرحلة الثانوية."
وأكد مشهراوي وجود مشاريع جديدة لدعم الطلاب علميًا وتربويًا، مضيفا: "بدأت هذا العام مشاريع مثل مشروع الأخ أشرف جبور الذي يذهب للصف التاسع لتعليم الطلاب مبادئ العلوم وإرشادهم نحو التخصصات العلمية منذ البداية، وذلك لتجهيزهم للمرحلة الجامعية بشكل أفضل."

