"المهمة النارية" التي قضت على قدرات حزب الله وقادته

300 عنصر مكلف باختراق حزب الله منذ سنوات تحت لواء "المهمة النارية" ينجح في تدمير 70 بالمئة من قدرات الحزب وقلب الصورة

راديو الناس|
3 عرض المعرض
اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله السابق
اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله السابق
اغتيال حسن نصر الله أمين عام حزب الله السابق
(Photo by Yonatan Sindel/Flash90)
كشفت وسائل إعلام عن تفاصيل جديدة حول الضربة الأكبر التي نفذها الجيش الإسرائيلي وأدت إلى "القضاء على 70% من قدرات حزب الله".
"المهمّة النارية" هي اسم الوحدة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي لمراقبة حزب الله وتنفيذ الضربة الساحقة في التوقيت المناسبة لقلب الصورة – صورة التهديدات التي تواصلت لعقود من أمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله باستهداف تل أبيب ومواقع حساسة في إسرائيل.
300 عنصر تم توظيفهم منذ سنين طويلة لهذا الهدف، ومنذ سنوات كانوا يجتمعون يوميا لوضع خطط مستمرة لهدف واحد: القضاء على حزب الله. وأما المهمة كانت بعنوان "أنتم من ستتعرفون عليهم عن قرب، وستقومون بتفكيكهم"، وكانت مهمتها إعطاء الرد على تهديدات الصواريخ عالية الدقة ومتوسطة المدى، وأيضا الصواريخ العشوائية، ومع الوقت، وصل الفريق المكلف إلى تفاصيل "لم يكن يحلموا بها" داخل صفوف حزب الله، وفقا لمسؤول في قسم الأبحاث، الذي صرّح بذلك بعد حصوله على موافقة من الرقابة العسكرية.
يكشف بعض كبار أعضاء الفريق أنهم كانوا "منبهرين" من النتائج الأولية لمعركة "سهام الشمال" وتسارع الأحداث فيها التي كانت غير مسبوقة، بحيث نجحوا في هزيمة التهديد الذي وضعه حزب الله على مدار عقود، ويشمل القضاء على مخازن أسلحة تخت الأرض، وشبكة الأنفاق.
يؤكد مصدر مسؤول في قسم "المهمة النارية" أن قبل الحرب، كانت هناك تقديرات في إسرائيل بأنه سيكون هناك ضرر كبير في عشرات المواقع، ومحاولة التسبب بأضرار في وسائل الدفاع الجوية والمواقع الاستراتيجية في البلاد، حيث كان حزب الله قبيل اندلاع الحرب يعتبر بأنه المنظمة التي تمتلك أكبر مخزون صاروخي في الشرق الأوسط. ويضيف المصادر "لكن وبفضل بنك أهداف وبنية تحتية معرفية عمل عليها مئات الأشخاص لعقود، تمكنا من منع ذلك. نحن فخورون بحجم الضرر الهائل الذي لحق بحزب الله".
يقول الجيش الإسرائيلي إن الصورة اليوم مختلفة تماما، فبحسب التقديرات تم تدمير نحو 70% من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، وأن حزب الله لا يملك حاليا القدرة على إطلاق ضربات نارية ضد إسرائيل، رغم أنه لا يزال حزب الله يملك القدرة على إطلاق النار، ولكن نطاق إطلاقه أصبح أقل بكثير.
المصدر المسؤول يكشف أن القلق الإسرائيلي من خطر حزب الله لم يكن مبالغا فيه، بحيث أن التقديرات باحتمال سقوط مبانٍ في إسرائيل كانت متوافقة مع الخطط الاستراتيجية لحزب الله. ويضيف المصدر "العدو كان يتحدث بلغة الحسم" – في إشارة لحزب الله.
الخطط الاستراتيجية لحزب الله، وكيفية اختراقها
يقول المصدر الاستخباراتي إن حزب الله حاول فصل التشكيلات المقاتلة لجعل مهاجمة إسرائيل لها أكثر صعوبة، بحيث بنى حزب الله تشكيلا متماثلا يضم مجموعات متطرفة مختلفة داخله، قفي مناطق الإطلاق في جنوب لبنان وضع المقاتلون الصواريخ في مكان والعنصر المسؤول عن إطلاق الصاروخ بمكان آخر. كما وكان لكل وحدة قتالية سلاح مختلف عن الوحدة الأخرى، كما وكان حزب الله لا يحتاج إلى سلسلة من القيادة التي تتلقى أوامر هرمية.
فشل الخطة: هجوم بآلاف الصواريخ على إسرائيل
3 عرض المعرض
جنازة حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في بيروت
جنازة حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في بيروت
جنازة حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في بيروت
(Photo by Asaad Syria/Flash90)
يوضح المصدر في قسم الأبحاث أن حزب الله خطط لضربة افتتاحية خُطط لها بأن تكون بآلاف الصواريخ، تبدأ بإطلاق مئات الصواريخ العشوائية، ثم صواريخ متوسطة المدى وبعدها صواريخ دقيقة، وكلها تنطلق بالتزامن بهدف إغراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بهدف ضمان وصول الصواريخ الدقيقة لأهدافها.
ويتابع المصدر "كان هدفهم تنفيذ هذه الخطة على عدة أهداف في آن واحد - فبنوا عددًا لا بأس به من القدرات الاستخبارية النارية القادرة على التعامل مع مثل هذه التحركات. لقد بنوا آليات جيدة، وركزنا على استنزاف أكبر قدر ممكن من القدرات منها. هذا السناريو المتطرف أصبح تهديدًا وحقيقيًا في كل دقيقة".
يشير المصدر إلى أن إسرائيل اعتقدت أنها لن تنجح في لجم العدو من خلال الضربات، لذلك قامت بإنشاء فريق استخباراتي تنفيذي هجومي اختص في فهم كيفية توجيه ضربة موجعة في عمق حزب الله، وأن تؤدي هذه الضربة إلى انهياره.
أكثر من 4500 قتيل في صفوف حزب الله
3 عرض المعرض
رسم على حائط بتل ابيب عن نجاح اغتيال حسن نصر الله
رسم على حائط بتل ابيب عن نجاح اغتيال حسن نصر الله
رسم على حائط بتل ابيب عن نجاح اغتيال حسن نصر الله
(Photo by Miriam Alster/Flash90)
بدأت العملية بهجوم افتتاحي متعدد الأهداف أصاب غالبية مخازن الصواريخ الدقيقة لديهم وبالتزامن تم اغتيال العديد من القادة العسكريين، حيث أشارت تقديرات الجيش بأنه تم قتل ما بين 30 إلى 40 بين عنصر وقيادي عسكري بصفوف حزب الله يوميا في المعركة.
ويؤكد المصدر في وحدة الاستخبارات أن "وحدة الصواريخ الدقيقة بقيت بلا قادة، حيث قضينا على قائد الوحدة ونائبه وقائدي قطاعين وبديلهم بنفس اليوم". وكانت خطة الهجوم تهدف أيضاً إلى ضرب أنظمة الاستخبارات والاتصالات التابعة لحزب الله، فضلاً عن منشآت التخزين التابعة له – والقادة الكبار الذين يقودون هذه التحركات.
ويشير المصدر إلى أن التنظيم الهري للحزب تفكك بالهجمات، وبات عاجزا عن أداء مهامه، ويضيف "حزب الله ليس في وضع يسمح له بالبدء بإعادة البناء بعد، وهو لا يزال يحاول فهم ما حدث له".
منذ بداية الحرب، تكبد حزب الله نحو 4500 قتيل و9000 جريح، أي ما يعادل 50% من قوته النظامية وفقا للتقديرات الاستخباراتية في إسرائيل، بينما تشير التقديرات إلى أن حزب الله لديه قوات احتياط من 50 ألف مقاتل، ولاحقا تبين لإسرائيل أنه "لم يحضر سوى نحو 10% منهم حيث فقد تبين أنهم لا يريدون القتال وكانوا خائفين من الموت، كما أن عدم الحضور مرتبط أيضاً بفقدان الثقة في القيادة" وفقا للمصدر الإسرائيلي الذي أضاف "واليوم، لا يزال حزب الله يعمل في إطار نظام محدود من القوات، ولديه قدرة منخفضة على الدفاع، بسبب عدم الثقة في قدرات المنظمة، والاتصالات العملياتية، وقدرات القيادة والسيطرة".
First published: 12:22, 12.04.25