نتيناهو وترامب في البيت الأبيض

خاص| هل ستعود إسرائيل للحرب على غزة مجددًا؟

زيارة نتنياهو للبيت الأبيض قلبت الأوراق لصالحه، وسيناريو العودة إلى القتال في قطاع غزة بات شبه مؤكد، ولكن الإدارة الأمريكية الآن تلقي الكرة في ملعب الدول العربية | تحليل فراس خطيب

فراس خطيب |
عادت الحرب إلى قطاع غزة لتصبح السيناريو الأكثر واقعًا منذ وقف إطلاق النار. فقد عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الولايات المتحدة مع "وجبة أكسجين" أعادت الحياة إلى ائتلافه الحكومي اليميني. فقد منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هبات أكثر مما توقع، مما رجح كف الذين ينوون مواصلة الحرب في قطاع غزة وتهجير سكانها، أكثر بكثير ممن يعارضونها لأجل استعادة المخطوفين.
3 عرض المعرض
لقاء ترامب نتنياهو
لقاء ترامب نتنياهو
لقاء ترامب نتنياهو
(تصوير خاص)
مع بداية إتمام الصفقة، بات واضحًا أن نتنياهو يعاني من مأزق سياسي، وبدا كمن أجبر على الخضوع لإملاءات الإدارة الأمريكية الجديدة، التي آمن البعض بأنها ستكون "أشد صرامة" من الإدارة الديمقراطية. وازدادت معاناة نتنياهو مع مشاهد إطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين من قطاع غزة، محاطين بمئات مسلحي حماس. هذه الصور أدت إلى إهانة نتنياهو، فهو لا يستطيع أن ينسب عودة المختطفين إليه، خاصة وأنه عارض وقف إطلاق النار طول فترة الحرب، بينما بقي مسلحو حماس مسيطرين أمنيًا في القطاع. فقد فشل نتنياهو في تحقيق هدفين وضعهما بنفسه (إعادة المختطفين وتدمير قدرات حماس) وبات محرجًا أمام معسكره من جهة، وأمام معارضيه من جهة أخرى.
لكن الصورة انقلبت في الآونة الأخيرة لصالحه بعد تصريحات دونالد ترامب بشأن إخلاء أهالي قطاع غزة، ونقل الملكية إلى الولايات المتحدة. بعثت تلك التصريحات روحًا جديدة في معسكر اليمين. فقد تجاوزت هذه التصريحات خيال المتشددين في المعسكر اليميني، فإذا طالب اليمين بتدمير حماس والاستيطان في القطاع، ها هو ترامب يقترح إخلاء الجميع وإبقاء غزة ريفييرا عقارية. وتصاعدت حدة تصريحات ترامب، الذي استقبل نتنياهو بحفاوة غير متوقعة، وقال إن السعودية ستقبل التطبيع مع إسرائيل دون اشتراط إقامة دولة فلسطينية. وكشف صحافيون إسرائيليون وأمريكيون أنه تم التوافق في الغرف المغلقة على أن الولايات المتحدة لن تعارض العودة إلى القتال في القطاع، وأن إسرائيل تسعى في هذه المرحلة إلى إخراج أكبر عدد من المختطفين قبل العودة للحرب لذا فهي تصمت حاليا ويقلل المسؤولون بها من التصريحات.

3 عرض المعرض
تسليم المختطفين في دير البلح وسط غزة
تسليم المختطفين في دير البلح وسط غزة
تسليم المختطفين في دير البلح وسط غزة
(.)
في حال عودة الحرب بعد المرحلة الأولى، فلن تكون العودة سهلة، وبحسب محلل الشؤون العسكرية في هآرتس عاموس هرئيل، سيعتمد القتال بشكل كبير على تدمير مناطق واسعة مثل جباليا وشمال القطاع. وستتسم هذه العودة بتكرار نفس السيناريو السابق. كما سيتم منع البضائع والمعونات الإنسانية من الوصول وفقًا لخطة الجنرالات التي تنصل الجيش الإسرائيلي منها. وذكرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن نتنياهو صادق على خطة عسكرية موسعة، ستتم دون ضغوط أمريكية، ودون إعاقة وصول السلاح كما حدث سابقًا. وكل هذه العملية تهدف إلى تدمير ما تبقى من قدرات حماس العسكرية ومنعها من المشاركة في أي سلطة ممكنة.
لا يمكن الجزم أن ما يريده نتنياهو سيؤدي بالضرورة إلى نجاحه، خاصة وأن العودة إلى القتال تعني التخلي عن المختطفين الإسرائيليين بشكل نهائي، لكنه في المقابل ستحفظ ائتلاف نتنياهو وتعززه وتعيد شعبيته لدى مصوتي اليمين المعارضين لوقف الحرب. بين هذا وذاك، يظهر السؤال الأكبر: ما هو موقف العرب؟ فهم القادرون على منع جولة القتال في حال طرح مبادرة بديلة لخطة ترامب، تكون بمضمونها إزالة حماس عن السلطة في المرحلة الثانية من الصفقة. ليبقى السؤال الأبرز: هل ستتنازل حماس؟

3 عرض المعرض
المنخفض الجوي يقسو على أهالي غزة
المنخفض الجوي يقسو على أهالي غزة
المنخفض الجوي يقسو على أهالي غزة
(فلاش 90)
وهنا، ينبغي الإصغاء إلى وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو الذي تحدث في مقابلة إذاعية، قائلاً إن من لديه خطة بديلة لترامب ليأتي بها، وإن كان العرب لا يريدون إزالة حماس عن السلطة، فإن إسرائيل ستفعل. هذا يعني: حل حماس أو سندعم إسرائيل بمواصلة الحرب. ولا بد من القول، ان الانجاز الاكبر لنتنياهو في هذه الفترة، هو تجنيد البيت الابيض الى جانبه والانتقال إلى الجانب المبادر. يستفيد من كل ما سيطرحه العرب مستقبلا. اما سيكسب السلام مع السعودية وتدمير حماس في مقابل عدم العودة الى الحرب، او العودة الى قتال سيستمر عامًا على الاقل والحفاظ على حكومته لتحقيق "النصر المطلق".
First published: 13:46, 14.02.25