عامر حليحل: مشاعري خليط بين عظمة التجربة ومأساة الواقع

الفنان عامر حليحل قام باحد الادوار الرئيسية في فيلم "صوت هند رجب" الذي فاز بالاسد الفضي في مهرجان البندقية. في حديثه لراديو الناس، يروي عن التجربة، وكيف صفق الجمهور ٢٤ دقيقة

2 عرض المعرض
"صوت هند رجب" عن غزة يحظى بإشادة واسعة في مهرجان البندقية السينمائي
"صوت هند رجب" عن غزة يحظى بإشادة واسعة في مهرجان البندقية السينمائي
"صوت هند رجب" عن غزة يحظى بإشادة واسعة في مهرجان البندقية السينمائي
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
حصد فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي بدورته الـ82، ليشكّل علامة فارقة في تاريخ السينما العربية والفلسطينية. واستند الفيلم إلى تسجيلات صوتية حقيقية لنداءات الطفلة الغزية هند رجب، التي استغاثت في مكالماتها الأخيرة مع أسرتها وطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني خلال الحرب على غزة، قبل أن تفقد حياتها.
عامر حليحل: لم نفرح بفوزنا في جائزة الأسد الفضي عن فيلم "صوت هند رجب"
استوديو المساء مع شيرين يونس
08:51
الفنان عامر حليحل، ابن قرية الجش والمقيم في حيفا، مثّل أحد الأدوار المركزيّة في الفيلم، وشارك في عرضه الافتتاحي، حيث سار مع باقي طاقم العمل على البساط الأحمر. وكانت التجربة مختلفة ومميزة، خاصةً وأنه سار إلى جانب الفنان العالمي خواكين فينيكس، الذي اختار أن يضع اسمه كمنتج منفّذ للفيلم تعبيرًا عن دعمه لما يمثّله، كما فعل أيضًا الفنان العالمي براد بيت الذي وضع اسمه كمنتج منفّذ للسبب ذاته.
وفي حديث لـ"راديو الناس"، عبّر حليحل عن مشاعره المختلطة بعد الفوز قائلاً: "هذه جائزة مهمة بلا شك، لكن الفرح كان غائبًا بسبب مأساوية القصة. فمن الصعب أن تحتفل وأنت تعلم أن غزة تُقصف مجددًا بهذا الشكل."
2 عرض المعرض
"صوت هند رجب" عن غزة يحظى بإشادة واسعة في مهرجان البندقية السينمائي
"صوت هند رجب" عن غزة يحظى بإشادة واسعة في مهرجان البندقية السينمائي
"صوت هند رجب" عن غزة يحظى بإشادة واسعة في مهرجان البندقية السينمائي
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
بداية السيناريو: تسجيلات الهلال الأحمر أوضح حليحل أنّ فكرة الفيلم وُلدت عندما استمعت المخرجة كوثر بن هنية إلى التسجيلات التي نشرها الهلال الأحمر الفلسطيني، وأضاف: "كوثر لم تستطع النوم تلك الليلة، فاتصلت في اليوم التالي بالهلال الأحمر وطلبت سماع التسجيلات الكاملة، ومن هناك بدأت كتابة السيناريو. تركت مشروعها السابق جانبًا، وشرعت في تجسيد قصة هند في فيلم يُبنى على أصواتها الحقيقية." وأشار إلى أنّ الفيلم صُوِّر داخل غرفة طوارئ الهلال الأحمر في رام الله، حيث كان الطاقم يتلقى الاتصالات المحوَّلة من غزة بسبب تدمير خطوط الطوارئ هناك، مؤكدًا أنّ التجربة كانت بالغة الصعوبة على المستويين الفني والإنساني. وأضاف: "المخرجة أصرت على ألّا نسمع صوت هند إلا خلال لحظة التصوير الحقيقية، مما جعل التجربة أقرب إلى حالة سوريالية؛ فالدراما اختلطت بالواقع، وكأننا نعيش المأساة من جديد."
الجمهور صفق 24 دقيقة وحول أجواء المهرجان، قال حليحل: "لم نتوقع هذا الحضور الكبير للفيلم، ولا أن يتم اختياره في المسابقة الرسمية إلى جانب أفلام ضخمة بإنتاجاتها ونجومها. لكن فجأة انضم إلى دعمه كبار هوليوود مثل براد بيت، خواكين فينيكس، روني مارا، والمخرج ألفونسو كوارون. هذا الدعم أعطى الفيلم دفعة غير متوقعة." ووصف لحظة العرض في مهرجان البندقية قائلاً: "الجمهور صفق واقفًا لمدة 24 دقيقة، وهو زمن غير مسبوق تقريبًا في المهرجان. كان شعورًا مؤثرًا للغاية أن يصل صوت هند، صوت فلسطيني صغير، إلى قلوب آلاف الحاضرين وإلى العالم أجمع."
إنجاز فلسطيني فارق يُذكر أنّ الفيلم حصد جائزة الأسد الفضي، وقد شارك في التمثيل إلى جانب حليحل الفنانة ابنة حيفا المقيمة في الولايات المتحدة كلارا خوري، والفنانة الفلسطينية ـ الأردنية سجى كيلاني، والفنان معتز ملحيس. وختم حليحل مؤكدًا أنّ هذه المحطة قد تُغيّر النظرة العالمية إلى الفن الفلسطيني: "أظن أن هذه ستكون علامة فارقة في كيفية نظر العالم إلى المنتج الفني الفلسطيني. لقد كان التفاعل هائلًا من الجمهور والصحافة والمخرجين والفنانين، وهذه شهادة على أن صوتنا قادر على أن يصل بقوة."