رهط تحتفي بموقف إنساني نبيل| والد الضحية يعفو عن القاتل وخاله: هذه رجولة حقيقية

كان الشاب أحمد القريناوي (35 عامًا) قد قُتل مساء الجمعة الماضية جرّاء إطلاق نار في مدينة رهط، في جريمة وصفتها الشرطة بأنها وقعت على خلفية عائلية

1 عرض المعرض
رهط: مقتل أحمد القريناوي بجريمة إطلاق نار
رهط: مقتل أحمد القريناوي بجريمة إطلاق نار
رهط: مقتل أحمد القريناوي بجريمة إطلاق نار
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
في خطوة استثنائية نالت احترامًا واسعًا في مدينة رهط والمجتمع العربي عمومًا، قرّر جبرين القريناوي، والد الشاب أحمد القريناوي الذي قُتل مؤخرًا في المدينة، العفو عن قاتل ابنه، داعيًا إلى التسامح وحقن الدماء. وكان الشاب أحمد القريناوي (35 عامًا) قد قُتل مساء الجمعة الماضية جرّاء إطلاق نار في مدينة رهط، في جريمة وصفتها الشرطة بأنها وقعت على خلفية عائلية، وأعلنت لاحقًا اعتقال مشتبه.
خال القتيل من رهط يتحدث عن عفو العائلة عن القاتل
هذا النهار مع محمد مجادلة
03:13
العفو من قلب الجرح وفي حديث لراديو الناس، قال طلال سلمان القريناوي، رئيس منتدى "رهط بلدي" وخال الشاب المغدور لبرنامج هذا النهار، إن قرار العفو صدر عن والد المرحوم، جبرين القريناوي، الذي "رغم ألمه الشديد اختار أن يسامح، وأن يسلك طريق الأنبياء، طريق العفو لا الانتقام". وأضاف: "في زمن تراجع فيه التسامح، وارتفعت فيه لغة الثأر، جاء هذا القرار ليذكّرنا بالقيم الأصيلة، وليقول إن القوة الحقيقية هي في كظم الغيظ، لا في ردّ الضربة بمثلها".
"الرجل القوي هو من يعفو" وأشار القريناوي إلى أن هذه المبادرة "ليست سهلة، لكنها تُثبت أن مجتمعنا ما زال فيه رجال أصحاب مبادئ"، داعيًا إلى أن تكون هذه الخطوة نقطة تحوّل في مواجهة آفة العنف المتفشية. وقال: "المجتمع بحاجة اليوم لمن يتمسّك بالحكمة، لا بردّات الفعل. العفو لا يعني الضعف، بل هو ذروة القوة".
تفاصيل الجريمة وكانت الطواقم الطبية قد تلقت بلاغًا مساء الجمعة حول إصابة رجل في رهط نتيجة إطلاق نار. وقال المسعف طالي لدمان من "نجمة داوود الحمراء": "وصلنا إلى المكان ووجدنا المصاب فاقدًا للوعي ودون نبض أو تنفس، وأُعلن وفاته في المكان بعد إصابته الحرجة". وفي بيانها، أكدت الشرطة أن الجريمة نُفذت على ما يبدو في إطار نزاع عائلي داخلي، وقالت إنها باشرت التحقيق.
تقدير واسع للموقف وقد لاقى موقف العائلة احترامًا واسعًا من مختلف الفعاليات الاجتماعية والدينية في رهط والنقب، حيث اعتُبر العفو خطوة شجاعة تعزز ثقافة التسامح وتبعث برسالة قوية في وجه العنف المتصاعد. وقالت العائلة لراديو الناس: "هذه رسالة من رهط لكل المجتمع: لا مستقبل بالدم، بل بالرحمة والوعي".