الناس تهرب إلى الملاجئ من الرصاص | غضب في اللد بعد الجريمة: اعتقالات الشرطة مجرّد تمثيلية معروفة سلفًا

انتقدت سلايمة أداء الشرطة بشدة، ووصفت اعتقال خمسة مشتبهين بأنه "تمثيلية معروفة سلفًا"، مشيرة إلى أن "نفس المعتقلين يُعتقلون في كل مرة ثم يُفرج عنهم"، وذلك في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي والإعلامي

2 عرض المعرض
سماح سلايمة - مديرة جمعية "نعم" نساء عربيات في المركز
سماح سلايمة - مديرة جمعية "نعم" نساء عربيات في المركز
سماح سلايمة - مديرة جمعية "نعم" نساء عربيات في المركز
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
قُتلت سيدة وأُصيبت أخرى بجراح خطيرة، الليلة الماضية، في جريمة إطلاق نار وقعت في مدينة اللد، في تصعيد جديد للعنف الذي يجتاح المجتمع العربي. وأعلنت الشرطة صباح اليوم أنها اعتقلت خمسة مشتبهين على خلفية الجريمة، دون الكشف عن هوياتهم أو خلفية الحادثة. وتأتي هذه الجريمة ضمن نهاية أسبوع دامية شهدها المجتمع العربي، حيث وقعت عدة جرائم، من بينها جريمة مزدوجة في مدينة شفاعمرو أودت بحياة شخصين.
سلايمة: رشاش أوتوماتيكي ينهي حياة سيدة داخل بيتها في اللد
هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب
04:54
اختراق للحرمات وفي حديث مع راديو الناس، وصفت سماح سلايمة، مديرة جمعية "نعم – نساء عربيات في المركز"، الأوضاع في مدينة اللد بأنها "كارثية وغير مفهومة"، مشيرة إلى أن المدينة تجاوزت جميع "الخطوط الحمراء". وقالت:"ما حدث الليلة في اللد هو اختراق لجميع المحرمات المجتمعية، النساء، كبار السن، حتى داخل البيوت، أصبحوا هدفًا للسلاح. من غير المعقول أن تدخل رشاشات إلى المنازل ويتم إطلاق النار بهذه الوحشية على سيدات مسنات، بينهن من كانت مريضة وقاعدة في بيتها بأمان الله".
2 عرض المعرض
إصابة حرجة لأم وابنتها بعد تعرضهما لجريمة إطلاق نار في اللد
إصابة حرجة لأم وابنتها بعد تعرضهما لجريمة إطلاق نار في اللد
قتيلة ومصابة بإطلاق نار في اللد
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
ملاجئ من الرصاص وأضافت أن كمية الرصاص التي أُطلقت كانت هائلة لدرجة أن السكان اضطروا للفرار إلى الملاجئ وكأنهم يهربون من صواريخ، قائلة:"الوضع في المدينة أصبح لا يُطاق. الناس صارت تختبئ في الملاجئ من الرصاص، وليس من صواريخ الحرب".
تمثيلية من الشرطة وانتقدت سلايمة أداء الشرطة بشدة، ووصفت اعتقال خمسة مشتبهين بأنه "تمثيلية معروفة سلفًا"، مشيرة إلى أن "نفس المعتقلين يُعتقلون في كل مرة ثم يُفرج عنهم"، وذلك في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي والإعلامي، على حد قولها. كما عبّرت عن حالة الخذلان العام في المدينة، قائلة إن الشرطة باتت لا ترى أن من واجبها توفير الأمن، رغم التجارب السابقة التي أثبتت إمكانية كبح جماح العنف، حين تم تنفيذ خطة أمنية خاصة في اللد بين عامي 2012 و2014، ما أدى آنذاك إلى انخفاض حاد في الجرائم، بل إلى عام خالٍ تمامًا من جرائم القتل. من يمول السلاح؟ وأنهت سلايمة حديثها بمناشدة للجهات الرسمية والمجتمعية للتحرك، مؤكدة أن الوضع الحالي في اللد بات أشبه بمنطقة حرب، وقالت:"السلاح الذي استُخدم في الجريمة هو سلاح أوتوماتيكي متقدم، يفوق حتى ما تملكه الشرطة، والسؤال هو: من أين يأتي هذا السلاح؟ ومن يموّله؟ ولماذا لا يتم اجتثاث هذه الظاهرة رغم معرفتنا جميعًا بمصادرها؟" وتأتي هذه الجريمة لتسلّط الضوء مجددًا على أزمة العنف المستشري في المجتمع العربي، وسط اتهامات متواصلة للشرطة بالتقاعس أو التواطؤ، ومطالبات بتغيير جذري في سياسات فرض القانون وتوفير الأمن.