منذ صباح اليوم (الإثنين) ووسائل الإعلام العبرية والعربية تضجّ بأخبار توسيع الحرب واحتلال غزة وهناك أسماء للعمليات العسكرية وتحليلات وسيناريوهات لا تنتهي. ولكن قد يكون كل ذلك مبالغًا به، أو على أقلّ تقدير قيمته الحقيقية دون مستوى هذا الضجيج الإعلامي الكبير.
لا جديد في الخطّة الجديدة
عسكريًا واستراتيجيًا، الخطّة لا تحمل أيّ تغيير جوهري حقيقي في غزة، حتى تهديدات الاحتلال وفرض السيطرة على غزة، ليست جديدة أبدًا. الجيش الإسرائيلي يحتل أكثر من 30% من إجمالي قطاع غزة منذ أشهر طويلة، بما يشمل محاور أمنية هامة واستراتيجية كمحور فيلاديلفي، هل تغيّر شيء في هذه الحرب على الصعيد العسكري أو ساهم بالقضاء على حماس بسبب احتلال مناطق إضافية أو أدى لإطلاق سراح مختطفين إسرائيليين بسبب ذلك؟ الإجابة قطعًا لا.
سياسيًا واجتماعيًا، هذه الخطّة ليست موضع إجماع بين مختلف الفئات الإسرائيلية التي باتت تطالب برؤية مسار يُفضي لنهاية هذه الحرب والعودة إلى "الوضع الطبيعي" دون تجنيد عشرات أو مئات الآلاف من الإسرائيليين لجيش الاحتياط، بينما يعانون من الضائقة الاقتصادية المتصاعدة وغلاء المعيشة، فضلاً عن الانقسام المجتمعي الداخلي الحاد بشأن قضية المختطفين الإسرائيليين، ما بين مؤيد لصفقة تعيدهم بأيّ ثمن أو لا.
خطّة مع وقف تنفيذ ترامب
وحتى في موضوع التوقيت، هذه الخطّة لن تخرج إلى حيّز التنفيذ قبل نهاية زيارة ترامب للمنطقة، ما قد يستغرق مدّة أسبوع أو أسبوعين، قبل وبعد الزيارة ومخرجاتها. وهناك من يعوّل في إسرائيل على أن تُحدِث هذه الزيارة تغييرًا ما في الركود الحالي بالمفاوضات بين إسرائيل وحماس، مع أن الجلسة الأخيرة للمجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت) استبعدت سيناريو كهذا بعد نقاشه وتعويل بعض الجهات عليه.
الخلاصة أن هذه الخطّة قد تكون لأهداف سياسية عديدة يسعى إليها نتنياهو في سبيل رصّ الصفوف في حكومته أو الضغط على حماس من أجل تقديم تنازلات أكبر في إطار المفاوضات المتعثّرة للصفقة بين الطرفين، ولكن المؤكّد أن هذه الخطّة الجديدة لن تحمل معها الحلّ الذي تبحث عنه إسرائيل لحسم الحرب، وطبعًا ليس بالطريقة العسكرية.