لقيت الشابة زهية عماش، البالغة من العمر 24 عامًا ومن بلدة جسر الزرقاء، مصرعها مساء أمس إثر حادث دهس مأساوي قرب مدينة الخضيرة، أثناء عودتها من عملها.
وكانت زهية – التي تعمل في مكانين مختلفين – قد أنهت دوامها الأول إلى شارع قريب لتتجه نحو عملها الثاني، وهناك تعرضت للدهس أثناء محاولتها عبور الطريق، لتفارق الحياة على الفور.
كساب عماش: زهية كانت تستعد للزواج ولا نصدق ما حدث
هذا النهار مع شيرين يونس
04:18
عائلة مفجوعة وحلم لم يكتمل
في حديثٍ مؤثر لـ"راديو الناس"، قال كساب عماش، خال المرحومة، إن العائلة تعيش صدمة لا توصف بعد فقدان زهية، التي كانت تستعد لحياة جديدة، إذ كانت مخطوبة ومقررة أن تتزوج في شهر آذار/مارس المقبل.
وأضاف:"زهية كانت من البنات المليئات بالحيوية والابتسامة. كانت تعمل بجد لتبني مستقبلها، لكن القدر سبقها. لم نستوعب الخبر حتى الآن، الجميع في حالة ذهول".
وأشار إلى أن العائلة لم تتلقَّ بعد تفاصيل كاملة حول ظروف الحادث، موضحًا أن الشرطة لم تصدر بيانًا رسميًا بعد، وأن الجثمان نُقل إلى معهد "أبو كبير" لاستكمال الإجراءات قبل تشييعها لاحقًا اليوم.
ارتفاع مقلق في عدد ضحايا حوادث الطرق
ويأتي هذا الحادث في ظل تزايد حوادث السير في البلاد، إذ تجاوز عدد الضحايا منذ بداية العام 250 شخصًا، من بينهم نحو 120 ضحية من المجتمع العربي، أي ما يقارب ثلث إجمالي عدد القتلى، رغم أن العرب يشكلون أقل من 20% من سكان البلاد.
وقال فادي عراقي، مهندس مواصلات وعضو الجمعية العامة في منظمة "عيون على الطريق"، إن الظاهرة "آخذة بالتصاعد بشكل مقلق"، مؤكدًا أن هناك قصورًا واضحًا في عمل المؤسسات الرسمية المعنية بالأمان على الطرق.
وأوضح عراقي في حديثه لراديو الناس أن السلطة الوطنية للأمان على الطرق كانت قد أُنشئت عام 2008 بميزانية تصل إلى 450 مليون شيكل سنويًا، لكن ميزانيتها الحالية لا تتعدى 80 مليون شيكل، مما ينعكس سلبًا على برامج التوعية والبنية التحتية.
وأضاف:"اللجنة الحكومية العليا للأمان على الطرق، التي يرأسها رئيس الحكومة، لم تجتمع سوى مرتين خلال العام الحالي. هذا تقصير إداري خطير يساهم في تفاقم الحوادث."
فادي عراقي: المعطيات مقلقة
هذا النهار مع شيرين يونس
04:42
وأشار إلى أن الأسبوع القادم سيشهد "أسبوع السلامة على الطرق" الذي من المتوقع أن يتضمّن خطة وطنية جديدة، تشمل تشديد العقوبات، وتوسيع الرقابة الرقمية على السائقين، وتحسين برامج التثقيف المروري، آملاً أن تُترجم هذه الخطط إلى خطوات عملية لا شعارات إعلامية.
مطالب بمحاسبة المسؤولين وتحسين البنى التحتية
في ظل تزايد أعداد الضحايا، يطالب ناشطون في مجال المواصلات بـمراجعة شاملة للسياسات الحكومية تجاه الأمان المروري، خاصة في البلدات العربية التي تفتقر إلى إشارات ضوئية، وممرات مشاة آمنة، وإنارة كافية في الطرق العامة.
ويؤكد خبراء أن غالبية حوادث الدهس في السنوات الأخيرة تقع في مناطق تفتقر إلى البنى التحتية المناسبة للمشاة، فيما يُحمّل المواطنون السلطات مسؤولية الإهمال والتقاعس عن توفير شروط السلامة الأساسية.
وداع مبكر لزهية وجرس إنذار متجدد
رحيل زهية عماش لم يكن حادثًا معزولًا، بل جرس إنذار جديد حول خطورة الإهمال في السلامة المرورية.
فبينما كانت تستعد لبداية حياة جديدة، أنهت حوادث الطرق حلماً آخر في ريعان الشباب، لتبقى قصتها شاهدًا مؤلمًا على واقعٍ يحتاج إلى تغيير عاجل.