لماذا يُعتبر قصف معهد وايزمان تطورًا استثنائيًا في الحرب بين إيران وإسرائيل؟

ما هو هذا المعهد ولماذا يُعدّ استهدافه رسالة تتجاوز البُعد العسكري المباشر؟ هل توسّعت الحرب من المجال العسكري إلى العقول التي تقف ورائه؟

ماريا إلياس|
1 عرض المعرض
معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت
معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت
معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت
(Flash90)
تعرّض معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت لقصف مباشر ضمن الهجوم الإيراني الأخير، وبرز اسمه على الساحة الدولية كمؤسّسة تحمل طابعًا أمنيًا واستراتيجيًا شديد الحساسية.
فما هو هذا المعهد ولماذا يُعدّ استهدافه رسالة تتجاوز البُعد العسكري المباشر؟
تأسّس معهد وايزمان رسميًا عام 1949 على يد العالم والكيميائي حاييم وايزمان، أوّل رئيس لإسرائيل؛ وهو ثالث أقدم مؤسسة أكاديمية في البلاد بعد الجامعة العبريّة في القدس ومعهد التخنيون في حيفا. منذ بداياته، لعب دورًا محوريًا في بناء القاعدة العلمية للدّولة الناشئة، وسرعان ما تحوّل إلى أحد أبرز مراكز البحث في العالم في مجالات الكيمياء، البيولوجيا، الفيزياء، الحوسبة وغيرها.
المعهد، الذي يضمّ اليوم أكثر من 30 مختبرًا وقرابة 4000 شخص من علماء وباحثين وطلّاب، يُعَدّ معهدًا نخبويًّا للدراسات العليا في إسرائيل، فيما يرتبط اسمه بستة من الحائزين على جائزة نوبل وثلاثة على جائزة تورينغ في علوم الحاسوب. عام 2019، صُنّف في المرتبة التاسعة عالميًا من حيث جودة الأبحاث العلمية حسب تصنيف ليدن الهولندي، وهي مرتبة نادرة لمؤسسة غير أميركية؛ ليتقدّم بذلك على معظم الجامعات الأوروبية.
وإلى جانب صورته كمؤسّسة أكاديمية، يرتبط المعهد ارتباطًا وثيقًا بالبنية التحتية الأمنية والعسكرية الإسرائيليّة. فمنذ نشأته، تعاون مع المؤسسات العسكرية عبر أبحاث في كافّة المجالات، وأسهم في تأسيس الصناعات الأمنية التكنولوجية في إسرائيل. كما ولعب المعهد دورًا مركزيًّا في تطوير الذكاء الاصطناعي المستخدم في تحليل البيانات القتالية، وتقنيات التوجيه والتحكّم للطائرات المسيّرة، وأنظمة الملاحة البديلة، والتشويش الإلكتروني، والحماية السيبرانية.
إضافةً إلى ذلك، يشارك معهد وايزمان في تطوير أدوات طبّية ميدانية تُستخدم لعلاج الجنود المصابين في أرض المعركة، ويُعتقد أنّه ساهم في أبحاث مرتبطة ببرنامج إسرائيل النووي. لهذا السبب، اعتُبِر استهدافه من قبل إيران بعد اغتيال علماء نوويين إيرانيين وتدمير منشآت حسّاسة هناك، رسالة مباشرة لإسرائيل، حول قدرة إيران ونيّتها تدمير البنية التحتية العلمية والأمنية لإسرائيل؛ وأنّ مراكز "العقل الإسرائيلي" ليست في مأمن من التصعيد.
فهل توسّعت الحرب من المجال العسكري إلى العقول التي تقف ورائه؟