اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة أعمالها في العاصمة القطرية الدوحة، حيث ناقش القادة العرب والمسلمون الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قطر. البيان الختامي شدّد على ضرورة تفعيل الاتفاقية الخليجية المشتركة، وأكد على أهمية إعادة النظر في العلاقات العربية – الإسرائيلية في ضوء التطورات الأخيرة.
موقف القمة ومغزى رسائلها
القمة، التي جاءت استثنائية في توقيتها وطبيعة التحديات التي تواجه المنطقة، عبّرت بوضوح عن تضامن الدول العربية والإسلامية مع قطر، ورفضها القاطع للهجوم الإسرائيلي الذي اعتُبر "غدرًا غير مبرر". كما وجّهت رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مفادها أن الهجوم على دولة خليجية حليفة لا يمكن أن يمر دون موقف سياسي ودبلوماسي حازم.
القحطاني: "الهجوم الإسرائيلي على قطر تم بعلم ودعم لوجستي أميركي"
هذا النهار مع محمد مجادلة وسناء حمود
13:58
القحطاني: الولايات المتحدة شريك أساسي في منع تكرار الاعتداء
من جانبه، قال اللواء عبدالله غانم القحطاني، الباحث في الشؤون الاستراتيجية والأمنية من الرياض، إن مخرجات القمة كانت متوقعة من حيث الموقف السياسي الواضح وإصدار بيان إعلامي موجّه لعدة جهات، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية. وأضاف أن التنسيق الخليجي مع واشنطن يُعدّ أولوية رئيسية لضمان عدم تكرار الاعتداء الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الهجوم الأخير تم بعلم ودعم لوجستي أميركي.
قطر بين الوساطة وضغوط الإقليم
القحطاني أوضح أن وجود قادة حماس في الدوحة يشكل معضلة سياسية وأمنية، إذ ترى إسرائيل أنهم هدف مشروع أينما كانوا. لكنه شدّد على أن الولايات المتحدة نفسها طلبت من قطر لعب دور الوسيط في الملف الفلسطيني، وهو ما ساهم في تعقيد المشهد وتوزيع أدوار الوساطة بين عدة أطراف.
الاتفاقية الخليجية المشتركة وتوازن الردع
البيان الختامي شدّد على تفعيل الاتفاقية الخليجية المشتركة، في إشارة إلى تعزيز منهجية الدفاع الجماعي. القحطاني اعتبر أن الجانب العسكري الخليجي قائم بالفعل عبر "درع الجزيرة" والتعاون الدفاعي المستمر، لكن التحدي الحقيقي يكمن في توحيد المواقف السياسية وإدارة الجهود الدبلوماسية بفاعلية.
المبادرة السعودية ودور أوروبا
في سياق متصل، أكد القحطاني أن المملكة العربية السعودية تقود حاليًا تحركات واسعة بالتنسيق مع فرنسا، لدفع مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأشار إلى أن الاعتراف الدولي المتزايد، حيث صوتت 142 دولة لصالح فلسطين، يمثل تحوّلًا استراتيجيًا مهمًا قد يفرض واقعًا جديدًا على الساحة الدولية، رغم الرفض الإسرائيلي المتواصل لأي مبادرة لإقامة الدولة الفلسطينية.
مستقبل العلاقات السعودية – الإسرائيلية
وحول الحديث عن إمكانية التطبيع السعودي – الإسرائيلي، أوضح القحطاني أن ذلك "ليس على الطاولة في الوقت الراهن"، مؤكدًا أن المملكة لن تقدم على أي خطوة تطبيعية ما لم يُعترف بقيام دولة فلسطينية مستقلة. وأضاف أن الموقف السعودي الثابت أربك إسرائيل وأزعج حكومتها، لكنه في الوقت ذاته عزّز من صورة المملكة كقوة إقليمية تقود الجهود الدبلوماسية لصالح القضية الفلسطينية.
القمة العربية الإسلامية في الدوحة شكلت محطة سياسية مهمة أكدت من جديد مركزية القضية الفلسطينية، وأظهرت وحدة عربية وإسلامية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية. وبينما تتكثف الضغوط على الولايات المتحدة وإسرائيل، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذا الزخم السياسي إلى خطوات عملية تعيد للقضية الفلسطينية مكانتها في أولويات العالم.