تتوارد أنباء عن نية السلطات الإسرائيلية السماح للعمال الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية بالعودة إلى أماكن عملهم داخل إسرائيل، وذلك ابتداءً من 25 تموز/يوليو الجاري، رغم عدم صدور إعلان رسمي حتى الآن من أي جهة إسرائيلية مختصة تؤكد هذا القرار.
عامل فلسطيني: العمال الفلسطينيون هم شريان اقتصادي حيوي للجانبين
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
06:38
وفي حديث لـ"راديو الناس"، عبّر محمد أبو زهرة، وهو عامل فلسطيني من الضفة الغربية، عن أمله الكبير بعودة قريبة، مشيرًا إلى أن "نحو 250 ألف عامل ينتظرون هذا الخبر بفارغ الصبر، حتى وإن لم يصدر بعد بشكل رسمي". وأضاف:"الوضع لا يُطاق، قرابة عامين من الإغلاق والعمال يعيشون تحت ضغط نفسي واقتصادي خانق. الكثير منهم غرقوا في الديون، وباعوا ممتلكاتهم لتأمين لقمة العيش، في ظل انعدام مصادر الدخل".
شريان اقتصادي للطرفين
وتابع أبو زهرة:"العمال الفلسطينيون هم شريان اقتصادي حيوي للجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني. تجربة تشغيل عمال أجانب لسد الفجوة أثبتت فشلها، والمقاولون الإسرائيليون أنفسهم يطالبون بعودة العمال الفلسطينيين، لكن السياسة الرسمية ما زالت غامضة".
أساف أديب: "نضغط من أجل قرار حكومي واضح"
من جهته، قال أساف أديب، المدير العام لنقابة "معًا" العمالية، إن الحديث عن العودة في نهاية تموز "لا يزال غير مؤكد"، مضيفًا:"لا توجد حتى الآن معلومات موثوقة أو قرار حكومي رسمي. لكننا نرصد مؤشرات ميدانية، منها تواصل مقاولي بناء مع عمالهم، وتزايد الحاجة إلى اليد العاملة في القطاع نتيجة لنقص يقدّر بـ40 ألف عامل".
أساف أديب: "نضغط من أجل قرار حكومي واضح"
غرفة الأخبار مع محمد أبو العز محاميد
06:50
كما أشار إلى تقارير اقتصادية صادرة عن وزارة المالية الإسرائيلية، تؤكد أن القطاع لا يمكنه الاستمرار دون العمال الفلسطينيين، خاصة بعد اتساع دائرة الإعمار والحاجة إلى تسريع وتيرة البناء.
دعوات إلى حماية حقوق العمال
وفي معرض حديثه، شدد أديب على ضرورة أن تُنظّم العلاقة بين العامل الفلسطيني ورب العمل الإسرائيلي بشكل واضح وعادل، مطالبًا بتشكيل لجان عمالية، وتوقيع اتفاقيات جماعية تضمن حقوقًا مثل التأمين، والتقاعد، وظروف عمل إنسانية، محذرًا من أن بعض النقابات الإسرائيلية الكبرى تتهرب من مسؤوليتها تجاه العمال الفلسطينيين.
وقال:"وجود العامل الفلسطيني في إسرائيل ليس خيانة كما يصوّره البعض، بل ضرورة اقتصادية ومعيشية. الطرفان – الفلسطيني والإسرائيلي – يجب أن يفهما أن حياتنا اليومية والاقتصادية مرتبطة بشكل لا يمكن فصله".
ترقب وحذر
حتى اللحظة، لا تزال الأنباء متضاربة، ويبقى القرار النهائي مرهونًا بموقف الحكومة الإسرائيلية الرسمي، وسط ضغوط متزايدة من قبل النقابات والمقاولين، وأمل كبير يعلقه آلاف العمال الفلسطينيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر الضوء الأخضر للعودة إلى أعمالهم.
First published: 11:32, 03.07.25