بيروت تستبدل حافظ الأسد وتحتفي بزياد الرحباني: تغيير اسم جادة تكريمًا للفنان الراحل

القرار لا يأتي تكريمًا لزياد الرحباني فحسب، بل يبدو جزءًا من توجّه جديد يسعى إلى إعادة تشكيل الحيّز العام في لبنان

2 عرض المعرض
زياد الرحباني
زياد الرحباني
زياد الرحباني
(زياد الرحباني)
أقرّ مجلس الوزراء اللبناني، يوم الثلاثاء، قرارًا يقضي بتغيير اسم جادة "حافظ الأسد" في العاصمة بيروت، لتصبح "جادة زياد الرحباني"، تكريمًا لمسيرة الفنان والموسيقي الراحل الذي ترك بصمة خاصّة في الذاكرة اللبنانيّة والعربيّة. القرار، الذي أُعلن عنه عقب جلسة حكوميّة، جاء بعد أيّام من وفاة الرحباني في 26 يوليو، أعقبها وداعٌ وطنيّ جمع بين محبّيه من مختلف الأطياف السياسية، في مشهد نادر لشعب اعتاد الانقسام.
ورغم أنّ التسمية السابقة للجادة باسم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد تمّت بإطار رسمي خلال حقبة النفوذ السوري في لبنان، إلّا انّ بقاء هذا الاسم ظلّ موضع جدل في الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية، خاصّةً بعد انسحاب القوّات السورية من لبنان عام 2005؛ حيث بقي الاسم مرتبطًا في المخيّلة اللبنانية بحقبة سياسيّة معقّدة تضمّنت تدخّلات سياسية وعسكرية رفضتها شريحة واسعة من اللبنانيين آنذاك.
توجّه جديد من هنا، فإنّ القرار لا يأتي تكريمًا لزياد الرحباني فحسب، بل يبدو جزءًا من توجّه جديد يسعى إلى إعادة تشكيل الحيّز العام في لبنان، وإضفاء شعور بالانتماء في المساحات العامّة عبر إبراز رموز ثقافية تعبّر عن اللبنانيّين وتعكس قواسمهم المشتركة، حتى في تفاصيل يوميّة بسيطة كأسماء الشوارع.
قضايا حسّاسة ومن اللافت، انّ هذا القرار جاء خلال جلسة نوقِشت فيها أيضًا واحدة من أكثر القضايا حساسيّةً في لبنان، وهي قضيّة "حصر السلاح بيد الدولة". ورغم أنّ القرارين لم يُطرحا كملفٍّ واحد، إلّا أن تزامنهما في ذات الجلسة أضفى على خطوة التسمية بُعدًا رمزيًا واضحًا. فلبنان، الذي لطالما عانى من رموز تتجاوز سيادته، يبدو وكأنه يسعى اليوم لاستعادتها تدريجيًا، سواءً في الميدان الأمني من خلال الملفّات الكبرى كالسلاح، أو في الفضاء الرمزي العام عبر خطوات رمزية كإعادة تسمية الشوارع.
2 عرض المعرض
جنازة الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني
جنازة الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني
جنازة الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)