أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي–الأمريكي في الرياض، أن المنطقة تمر بتحول تاريخي نحو واقع جديد يقوم على الشراكة والتنمية بدلاً من الصراع والدمار.
وقال ترامب في كلمته:"جيل جديد من القادة يشكّل مستقبلًا يكون فيه الشرق الأوسط مركزًا للتجارة لا للفوضى، ومصدرًا للتكنولوجيا لا للإرهاب. حيث يبني الناس من دول وديانات ومعتقدات مختلفة المدن معًا، بدلًا من قصف بعضهم البعض".
وأضاف:"ولادة شرق أوسط حديث يقودها سكان المنطقة أنفسهم، الذين طوروا دولهم السيادية، وسعوا لتحقيق رؤى فريدة، ورسموا مصيرهم بأيديهم".
وتأتي تصريحات ترامب في إطار زيارته الرسمية إلى السعودية، التي تركز في جانب كبير منها على تعزيز الشراكات الاقتصادية وإطلاق مبادرات استثمارية واسعة بين واشنطن والرياض، في ظل تطورات إقليمية لافتة.
ترامب وبن سلمان يوقعان أكبر صفقة سلاح في التاريخ
في زيارة وُصفت بأنها مفصلية في علاقات واشنطن والرياض، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، اتفاق شراكة اقتصاديًا واستراتيجيًا يشمل مجموعة واسعة من المجالات، أبرزها صفقة تسليح ضخمة تُقدّر بـ142 مليار دولار، وصفها البيت الأبيض بأنها "أكبر صفقة أسلحة في التاريخ".
الاتفاق، الذي وُقّع في الرياض، يتضمن مذكرات تفاهم للتعاون في قطاعات الاقتصاد، الأمن، الطاقة، التكنولوجيا، التعدين، الموارد الطبيعية، الصحة، والبحث العلمي. وضمن الشق الأمني من الاتفاق، ستزود الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية بأسلحة متطورة وخدمات عسكرية من كبرى شركات الصناعات الدفاعية الأميركية.
وقال البيت الأبيض إن هذه الصفقة تمثل "أكبر اتفاق تعاون أمني في تاريخ الولايات المتحدة"، مضيفًا: "ما تم توقيعه اليوم دليل واضح على التزامنا بتعزيز شراكتنا مع المملكة".
التفوق العسكري النوعي لإسرائيل
وذكرت وكالة "رويترز" أن الطرفين ناقشا أيضًا إمكانية شراء السعودية طائرات الشبح المتقدمة من طراز F-35، وهو ما أثار نقاشًا حول الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي لإسرائيل"، وهو مبدأ تتعهد به واشنطن في صفقاتها العسكرية بالمنطقة.
يُذكر أن زيارة ترامب إلى السعودية تأتي في إطار جولة شرق أوسطية تشمل قطر والإمارات، وتركز بالدرجة الأولى على الشؤون الاقتصادية، حيث يسعى ترامب لإبرام سلسلة من الصفقات التي من شأنها زيادة الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة. وتشمل خطة التعاون مع السعودية استثمارات سعودية مستقبلية بقيمة 600 مليار دولار، فيما يسعى ترامب لرفع الرقم إلى تريليون.
وكان استقبال ترامب في الرياض احتفاليًا واستثنائيًا، حيث رافقته طائرات حربية سعودية قبل الهبوط، وكان ولي العهد في مقدمة مستقبليه. وقال ترامب خلال لقائه مع بن سلمان: "أنا مقتنع أننا نكنّ مشاعر صادقة لبعضنا البعض".
سيصافح احمد الشرع
في تطور غير متوقع، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي قاد المعارضة المسلحة التي أطاحت ببشار الأسد، سيصل إلى الرياض غدًا للقاء ترامب. ووفقًا لتقارير، فإن ترامب وافق على لقائه وقال: "سأصافحه".