افتتح مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة المبنى الجديد للمركز الثقافي، بمشاركة رئيس المجلس المحامي بسيم عصفور ورئيس الهيئة التمثيلية نمر ناصر، إلى جانب أعضاء من المجلس والهيئة وسيادة المطران كرياكوس ولفيف من الكهنة. وحضر أيضًا القنصل العام لليونان نيكولاس مافروئيذيس، ومسؤولون من السفارة اليونانية، إضافة إلى القنصل العام لروسيا أليكسيي كراسيلنيكوف.
رسائل حول الهوية ودور الثقافة
قدّمت المعلمة غادة عواد الافتتاح، مشيدة بجهود المجلس في تنفيذ المشروع. وفي كلمته، رحّب رئيس مجلس الطائفة بالضيوف واستشهد ببيت شعر للشاعر توفيق زيّاد، مؤكدًا على ارتباط المجتمع بماضيه ومستقبله. وشرح مراحل إنشاء المركز والصعوبات التي رافقت المشروع، معتبرًا أن دوره يتمثل في تعزيز الوعي الثقافي لدى الأجيال الشابة. كما شدّد على أهمية العمل لتحقيق الأهداف، مقتبسًا قولًا أدبيًا يربط بين الحلم والإنجاز.
تعاون يوناني معلن ودعم ثقافي
القنصل اليوناني أكد في كلمته استعداد السفارة لدعم مشاريع ثقافية وتعليمية متعددة، معلنًا نية السفارة تنظيم احتفال بيوم اللغة اليونانية العالمي في شباط 2026 داخل المركز الجديد.
دعم روسي للمشاريع الثقافية والتعليمية
أما القنصل الروسي، فأشار إلى أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة، مستعرضًا دور المؤسسات الروسية في دعم مشاريع ثقافية وتعليمية من خلال المدارس والمراكز العاملة في البلاد. وذكّر بشخصيات عربية بارزة درست في مؤسسات روسية، مؤكدًا أهمية استمرار التعاون مع مجلس الطائفة.
فقرة الختام والفقرات الفنية
تخلل الافتتاح عرض فني قدّمته جوقة عود الند بمشاركة الجمهور، قبل اختتام الأمسية بجولة للحضور في أرجاء المركز.
عصفور: فكرة المركز انطلقت من ملاحظة فراغ واضح في حياة جيل كامل
عصفور: فكرة المركز انطلقت من ملاحظة فراغ واضح في حياة جيل كامل
المنتصف مع فرات نصار
03:16
وقال رئيس مجلس الطائفة، بسيم عصفور، في مقابلة مع راديو الناس، إن تخصيص المبنى جاء استجابةً لحاجة مجتمعية ملحّة. وأضاف: «هذا مبنى قديم حرصنا على تخصيصه من أجل الثقافة والآداب وتعليم اللغات والموسيقى، فهو مساحة متعددة المجالات تخدم شباب مدينتنا».
وأوضح عصفور أن فكرة المركز انطلقت من ملاحظة فراغ واضح في حياة جيل كامل من الفتيات والفتيان الذين يفتقرون إلى الأطر المناسبة، خصوصًا في ساعات ما بعد الدوام المدرسي. وقال: «رأينا أنّ هناك جيلًا كاملاً لا تتوفر له أطر كافية، ووجدنا أن استمرار احتضاننا لهذا الجيل من خلال النشاطات الرياضية يجب أن يمتد أيضًا إلى مجالات ثقافية وأدبية يحتاجون إليها بشدة».
وأشار إلى أنّ جزءًا كبيرًا من الشباب لا يمتلك معرفة كافية بتاريخهم وتراثهم وثقافتهم، مؤكدًا أنّ المركز سيوفّر مساحة للفعاليات والبرامج التي تنظمها مؤسسات وجمعيات مختلفة في المدينة، بحيث تخدم شرائح واسعة من المجتمع.
وفي ما يتعلق بساعات العمل، أوضح عصفور أن المركز يعمل حاليًا وفق برامج وأنشطة محددة، ولا سيما برامج تعليم اللغات. وأضاف: «نقوم حاليًا بإعداد برنامج عمل كامل، وبعد انتهاء فترة أعياد الميلاد، أي بعد منتصف شهر كانون الثاني، سيكون المركز مفتوحًا طوال ساعات ما بعد الظهر، مع إدارة متفرغة لتنسيق أي نشاط ثقافي أو أدبي أو فني».
وسيركّز المركز على استقبال الفئات العمرية بين 15 و30 عامًا، بهدف توفير مساحة تعليمية وثقافية لهم، وتعزيز معرفتهم وترسيخ ارتباطهم بهويتهم. وقال عصفور: «نريد أن يكون هذا المكان بيتًا حقيقيًا للشباب، يزيد من معرفتهم ويتيح لهم قضاء الوقت في أجواء ثقافية غنية».
أما بخصوص التعاون مع بلدية الناصرة والمؤسسات المختلفة، أكد أنّ الأبواب مفتوحة أمام الجميع. وقال: «أعلنا منذ الافتتاح أنّ أيدينا ممدودة لكل مؤسسات المدينة من أجل رفع الوعي الثقافي وتطوير الأجيال الصاعدة»، مشيرًا إلى أن تعزيز الفن والثقافة هو وسيلة لحماية الشباب وتعزيز انتمائهم المجتمعي والوطني.
وفي ختام اللقاء، شدد عصفور على أهمية هذا المشروع ودوره في بناء جيل واعٍ ومرتبط بمدينته، مؤكدًا أن المركز سيواصل تطوير برامجه لاستقبال الفعاليات والنشاطات الثقافية المتنوعة.






