أعلن مفوض جهاز الإطفاء الإسرائيلي عن البدء في سحب فرق الإطفاء بشكل تدريجي بعد أن تمت السيطرة على الحريق الكبير الذي اندلع صباح أمس، مشيراً إلى أن رجال الإطفاء سيواصلون العمل بوتيرة منخفضة لكن مع تمسك قوي بالميدان لمنع اشتعال النيران مجدداً.
ووجّه المفوض الشكر لجميع الفرق والجهات التي ساهمت في الجهود الكبيرة لإخماد الحريق، مؤكداً على أهمية التعاون في مواجهة مثل هذه الأزمات.
وفي سياق متصل، أفاد جهاز الإطفاء والإنقاذ بأن فريق تحقيق خاص بدأ العمل للوقوف على ملابسات اندلاع الحريق، حيث تُجرى حالياً تحقيقات معمقة لتحديد الأسباب.
القناة 13: الحريق بسبب إهمال متنزهين
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية أن التحقيقات الأولية كشفت عن أن الحريق الهائل سببه إهمال من قبل متنزهين وليس بسبب إحراق متعمد على خلفية قومية.
يأتي ذلك بعد ساعات من اتهامات وجهها رئيس الوزراء نتنياهو بأن الحريق متعمد، فيما صدرت دعوات من جهات يمينية ومسؤولين حكوميين بمحاسبة مرتكبين افتراضيين لهذه الحرائق على أساس أن مرتكبيها هم عرب وقاموا بها على خلفية قومية.
الشرطة تنفي أرقام نتنياهو: 3 معتقلين فقط بشبهة إشعال الحرائق
وفي تناقض واضح مع ما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أفادت مصادر في الشرطة أن عدد المعتقلين بشبهة الضلوع في إشعال الحرائق هو ثلاثة فقط، وليس 18 كما ورد في تصريحاته الرسمية.
وكان نتنياهو قد صرّح ظهر اليوم الخميس، خلال مشاركته في حفل مسابقة التناخ العالمية بالقدس، أن "18 شخصًا محتجزون بشبهة إشعال الحرائق، أحدهم تم ضبطه متلبسًا"، مضيفًا أن "هناك أضرار ناتجة عن الطبيعة، وأخرى من صنع البشر، وجيراننا الذين يدّعون حب هذه الأرض يدعون إلى حرقها"، مؤكدًا أن إسرائيل "تحب وتحافظ على الأرض، وستنجح في مواجهة هذا التحدي".
لكن مصدرًا في الشرطة قال تعليقًا على هذه التصريحات: "لا نعلم من أين جاء رئيس الحكومة بهذا الرقم. نحن على علم بثلاثة معتقلين فقط في هذا السياق".
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه سلطة الإطفاء حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن أسباب اندلاع الحرائق الواسعة في جبال القدس، تُشير المعلومات إلى أن أحد المعتقلين، الذي أُعلن عن اعتقاله أمس، يُشتبه بأنه حاول إشعال النيران في موقع آخر جنوب العاصمة. وتواصل السلطات التحقيق لتحديد بؤر اندلاع النيران، خاصة تلك التي كان يصعب الوصول إليها حتى وقت قريب.
من جانبها، أعلنت سلطة الإطفاء في تحديثها ظهر اليوم أن 98 طاقم إطفاء يواصلون العمل بكثافة لاحتواء النيران قبل اشتداد الرياح المتوقعة في ساعات ما بعد الظهر في منطقة جبال القدس. وتشمل بؤر الحرائق الفعّالة مناطق لطرون، طريق بورما، أشيتؤول، مسيلات تسيون، تاعوز، منتزه كندا، شعاري هجاي، غابة القديسين وشورش.
وبحسب التقديرات، التهمت النيران نحو 20,000 دونم، وتسببت بأضرار كبيرة في منتزه كندا وغابات مجاورة، فيما أُصيب 21 رجل إطفاء بجروح طفيفة خلال عمليات الإخماد.
وفي ختام جلسة تقييم للوضع، دعا مفوّض سلطة الإطفاء والإنقاذ، أيال كاسبي، إلى الاستعداد لدمج طائرات إطفاء دولية، والتي من المتوقع أن تصل إلى البلاد خلال الساعات المقبلة. وأضاف: "نحن نخوض عملية موسعة بالتعاون مع جميع الجهات، بهدف احتواء النيران قبل ساعات بعد الظهر. نحن أقوياء وسنواصل المهمة".
فيديو صادم من شارع 1: دخان كثيف يغمر الطريق، والركاب يفرّون سيرًا على الأقدام بعد ترك السيارات
فتح الشوارع
وأكدت الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الخميس، أنها فتحت جميع الطرق في منطقة الحريق في جبال القدس، وذلك بعد سيطرة شبه تامة على الحريق.
ومن جهتها أكدت سلطة الاطفاء والانقاذ أن طواقمها ما زالت تعمل على اخماد الحريق، وانه لم تتم السيطرة عليه وهناك امكانية بخطر امتداده مجددًا نتيجة الرياح القوية.
ويعمل 163 طاقما للإطفاء مع كافة عتاده من الجو واليابسة لمحاولة محاصرة ألسنة اللهب التي تنتشر بشكل واسع في جبال القدس ودون سيطرة عليها، بحيث تنتشر النيران في 9 مواقع مختلفة من مدينة القدس وجبالها.
كما وتشارك وحدات من الجيش في جهو إخماد الحريق إضافة إلى 12 طائرة إطفاء تعمل من الجو بشكل متقطع بسبب حالة الطقس التي تعرقل جهود الإطفاء من الجو.
وصول طائرات من الخارج
يشار الى أن طائرة من قبرص وصلت للبلاد ظهر اليوم الخميس، ومن المتوقع وصول طائرات أخرى من كرواتيا وايطاليا خلال الساعات المقبلة.
وبعد أكثر من 10 ساعات على قرار إخلاء العديد من البلدات في منطقة القدس، فإن البلدات التي لا تزال تخضع للإخلاء هي مسيلات تسيون، بيت مئير، واحة السلام، نحشون، ميفو حورون، شورش، ياد هشمونا، نفيه إيلان ونيفت، بالإضافة إلى اللطرون. وتستعد السلطات لإخلاء بلدة ياكوّع، بينما سمحت السلطات لسكان إشتاؤول بالعودة الى بلدهم.
"خشينا سيناريو الكرمل 2"
في وقت سابق، أصيب رجل إطفاء برتبة ضابط بحروق طفيفة خلال جهود السيطرة على الحرائق في منطقة شارع رقم 1 في القدس.
وقال مسؤول في إدارة الإطفاء كان حاضرا في الحادث "لقد كان الأمر مخيفا وبدا الأمر وكأننا على وشك وقوع كارثة كرمل 2 على الطريق السريع 1، حيث كانت النيران وألسنة اللهب على وشك أن تلتهم المركبات والأشخاص".
الطقس: انحسار الحر لكن سرعة الرياح لا تساعد
ومع المساء، انقلبت أحوال الطقس وانقشعت موجة الحر الشديدة، بينما بدأت الأمطار تتساقط بمناطق متفرقة من البلاد. وارتفعت نسبة الرطوبة في منطقة القدس من 13% الى 43% وهذا مؤشر جيد لجهود إخماد الحريق، بكن تبقى التخوفات مستمرة بسبب سرعة الرياح، التي قد تصل بعض هباتها إلى 70 كيلومتر في الساعة.
ووفقا لمختصين في مجال المناخ ومسؤولي رجال الإطفاء، فإن هناك خشية جدية من تجدد اندلاع النيران وانتشار ألسنة اللهب بفعل أحوال الطقس.
نشر عناصر في أنحاء البلاد لمنع الحرائق
وعلى خلفية اتهامات وشكوك في أن الحرائق قد تكون بفعل فاعل، أوعز وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير بنشر 1500 عنصرا من الشرطة ووحدات الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد لمنع أي محاولات لإشعال نيران في الأحراش.
يأتي ذلك رغم تصريح لجهاز الأمن العام الشاباك الذي أكد أنه من المبكر الحديث عن أسباب الحرائق أو أنها مفتعلة أو هي على خلفية قومية. تجدر الإشارة إلى أن الشاباك أعلن رسميا عن تدخله في التحقيقات الجارية حول أسباب اندلاع الحرائق.
عمليات الإخلاء تتواصل
وكانت ألسنة اللهب قد أجبرت على إخلاء كامل لمنطقة نافيه إيلان، بما في ذلك غرف الأخبار للقنوات الإخبارية 12 و13، حيث قاموا بنقل نشرات الأخبار من تل أبيب وهرتسليا بشكل استثنائي.
هذا وأخلت السلطات الإسرائيلية 104 من المرضى في مستشفى إيتانيم للأمراض العقلية في القدس ونقلتهم إلى قسم آخر، وذلك خشية وصول ألسنة اللهب لمنطقتهم.
وكان مستشفى هداسا عين كارم قد أعلن عن تسريح المرضى والمراجعين غير الضروريين من المستشفى وناشد الجمهور بعدم الوصول للمستشفى إلا بحالات الضرورة القصوى.
First published: 21:34, 30.04.25