تعقد اليوم (الأربعاء) في المحكمة المركزية بمدينة حيفا الجلسة الأولى في محاكمة الزميل الصحفي سعيد حسنين، وذلك بعد أن أمضى نحو شهرين في الحبس المنزلي على خلفية اتهامه بالتحريض على الإرهاب والتخابر مع عميل أجنبي، في أعقاب مقابلة تلفزيونية أجراها في شهر شباط الماضي على قناة الأقصى الفضائية.
وفي حديث لراديو الناس، أوضح المحامي نامير إدلبي، المترافع عن الصحفي حسنين، أن جلسة اليوم ستشهد تقديم رد أولي على لائحة الاتهام أمام قاضي المحكمة، متوقعًا أن يحاول القاضي استيضاح طبيعة الخلاف بين النيابة والدفاع، وربما استكشاف فرص لتقليص الفجوات بين الطرفين.
وأشار إدلبي إلى أن النيابة العامة وجهت لحسنين تهمتين أساسيتين هما التخابر مع عميل أجنبي، والتماهي ودعم منظمة تُعرف كإرهابية بحسب القانون الإسرائيلي (في إشارة إلى قناة الأقصى)
ووصف المحامي هذه التهم بأنها غير مسبوقة في تعاملها مع صحفي على خلفية مقابلة إعلامية، مؤكدًا أن فريق الدفاع ينكر بشكل قاطع كل ما نُسب إلى موكله، ويعتبرها تجاوزًا خطيرًا لحرية العمل الصحفي والتعبير.
وأضاف إدلبي أن "التهمة الأشد"، أي التخابر مع عميل أجنبي، تُعد سابقة قانونية، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع أن تتراجع النيابة عنها بسهولة، كما لا يتوقع أن تمارس المحكمة ضغطًا بهذا الاتجاه في هذه المرحلة.
وفيما يتعلق بمسار المحاكمة، رجّح المحامي أن تستغرق الإجراءات فترة طويلة، وقد يتم لاحقًا نقل الملف إلى قاضٍ آخر للاستماع إلى الأدلة والشهادات، إلا في حال التوصل إلى تفاهم قانوني بين الطرفين.
وعن شروط الحبس المنزلي، قال إدلبي إن الدفاع بصدد تقديم طلب جديد للمحكمة من أجل النظر في تخفيف أو إلغاء القيود المفروضة على الصحفي حسنين، بهدف التفرغ الكامل للتعامل مع ملف القضية.
واختتم المحامي تصريحه بالتأكيد على تمسك الدفاع ببراءة الصحفي حسنين، مشددًا على أن القضية تثير تساؤلات خطيرة بشأن مستقبل حرية الصحافة في البلاد.