النائب أيمن عودة: نجحنا بإفشال مساعي تقويض المشاركة السياسية للعرب

النائب أيمن عودة لراديو الناس: حملة الإقصاء كانت محاولة خطيرة لتقويض المشاركة السياسية للعرب ونجحنا في إفشالها 

محمد مجادلة, سناء حمود|
1 عرض المعرض
النائب أيمن عودة
النائب أيمن عودة
النائب أيمن عودة
(flash90)
في مقابلة إذاعية مطوّلة مع "راديو الناس"، تحدّث النائب أيمن عودة، رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير، عن فشل محاولة إقصائه من الكنيست، مؤكدًا أن ما جرى لم يكن مجرد استهداف شخصي، بل محاولة لتقويض التمثيل السياسي للعرب في إسرائيل، ولضرب حرية التعبير في عمقها.

محطة سياسية مفصلية

وصف عودة اللحظة التي سقط فيها مشروع الإقصاء بأنها لحظة مفصلية لها أبعاد سياسية واسعة. وقال: "ليس فقط أن الحكومة لم تنجح، بل حتى المعارضة فشلت في تجنيد ذاتها ضدنا. لقد تصدّينا لهذه الحملة بثبات، وكان موقف الناس رائعًا ومشرّفًا".
النائب أيمن عودة: دافعنا عن حرية عملنا السياسي المشروع
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
13:13
وأضاف: "منذ السابع من أكتوبر، شعرنا بحصار سياسي، وكأننا وحدنا في هذا المجتمع. لكن شيئًا تغير. أكثر من 2500 كاتب وأديب وفنان ومحاضر يهودي أعلنوا دعمهم العلني لنا. إنها لحظة نادرة من التضامن العابر للهويات، ويجب أن نعمّقها ونبني عليها".

إسقاط مشروع الإقصاء… دفاع عن الحريات

وحذر عودة من أن تمرير قانون الإقصاء كان سيشكل سابقة خطيرة على حرية التعبير لكل العرب، قائلًا: "لو تم إقصائي، أو لو تراجعت تحت الضغط، لكان ذلك بمثابة رسالة واضحة: من يتحدث بإنسانية سيتعرض للملاحقة. هذا الأمر لا يخصني فقط، بل يخص كل فنان، وطالب، وعامل عربي يخشى أن يُفصل من عمله بسبب منشور على فيسبوك".
وأشار إلى أن نجاح منع القرار هو بمثابة انتصار أخلاقي وسياسي. "عندما تفشل هذه الحكومة اليمينية، بكل قوتها، في تمرير مشروع كهذا، فنحن نرسّخ نضالًا عمره عقود لحماية الحريات" وفقا له.

حملة قادها خصوم سياسيون سابقون

لم يُخفِ النائب أيمن عودة خيبة أمله من بعض أعضاء المعارضة الذين شاركوا في الحملة ضده، وخصّ بالذكر يائير لابيد وبيني غانتس، قائلاً: "بعض هؤلاء هم من أوصينا عليهم سابقًا لتشكيل حكومة، لكنهم اليوم يصوتون لإقصائنا. لم يستنكروا حتى قتل طفل فلسطيني واحد. بعضهم دعا لمحو غزة بالكامل. هؤلاء مجرمون سياسيون، ونحن تمسكنا بالإنسانية في عز الوحشية".
وروى عودة كيف تلقى خطاب غانتس: "بيني غانتس أرسل لي خطابه الساعة الثانية عشرة ليلًا بعد أن ألقاه في الكنيست، طالبًا مني أن أتمعن به. لم أعرف كيف أجيبه. هل هذا عبث أم انفصام سياسي؟".

إعادة تقييم التوصيات السياسية؟

وحول مسألة التوصية على رؤساء قوائم في المستقبل، قال عودة: "التوصية ليست مسألة أخلاقية فقط، بل سياسية، وهي تخضع لمعادلات معقدة. لا نريد تمديد حكم الفاشيين، لكن لا يعني هذا أننا نمنح شيكًا مفتوحًا لأحد" وفقا لتعبيره.
وأضاف: "اليسار لا يريد شطبنا، لكنه يريدنا دون ملامح. أن نكون جنود احتياط في معركته ضد اليمين، دون هويتنا وقضايانا. هذه نظرة فوقية أيضًا، ولكن مختلفة عن فاشية اليمين التي تريد تصفيتنا بالكامل".

دور نواب عرب دروز من الائتلاف بدعم الإقصاء

في رده على تصويت بعض النواب العرب الدروز من الائتلاف لصالح إقصائه، قال عودة: "لا يجب أن نحصر النقاش في الأفراد، بل في المؤسسة السياسية التي تدفع بهذا الاتجاه. علينا بناء مشروع وطني واسع يشمل كل أبناء شعبنا، بما فيهم الدروز، فهم جزء من نسيجنا الشعبي والتاريخي".

دعوة لتجديد القائمة المشتركة

وفي ختام المقابلة، دعا عودة إلى استعادة نموذج "القائمة المشتركة"، وقال: "الخيار الأول لدى الجبهة هو قائمة واحدة، تقوم على برنامج سياسي مشترك ومتفق عليه. وإن لم ننجح، فليكن هناك قائمتان مع فائض أصوات، ولكن ليس ثلاث قوائم كما حدث سابقًا".
وأكد أن إعادة بناء تمثيل سياسي قوي وموحّد هو الرد الأفضل على محاولات الإقصاء والتهميش، قائلًا: "نحن في لحظة مفصلية تتطلب مسؤولية جماعية ووضوحًا في الهوية والهدف. وما لم نتحرك، فإن الموجة القادمة قد تكون أقسى".