تسونامي سياسي لإسرائيل | دول جديدة تستعد للاعتراف بدولة فلسطينية

تصاعد الضغوط الدولية غير المسبوقة على إسرائيل بعد أن أعربت المزيد من الدول عن عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية على غرار بريطانيا وفرنسا

3 عرض المعرض
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
(فلاش 90)
الإنذار الذي وجهه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لإسرائيل، ومفاده أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، إذا لم تُلبَّ شروطه، وعلى رأسها وقف الحرب في غزة، وعدم تنفيذ ضم في الضفة الغربية، والانخراط في عملية سلام تؤدي إلى حل الدولتين، شكّل انعطافة تاريخية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتواصل، ليس منذ قيام دولة إسرائيل، بل يمتد إلى قرن من الزمن عندما صدر وعد بلفور.
إلا أن الأهم من ذلك، فإن الاعتراف المحتمل في شهر أيلول المقبل، شكّل عمليا حراكا دبلوماسيا غير مسبوق قد يقود لاعتراف المزيد من الدول حول العالم بدولة فلسطينية، ما يؤدي إلى ضغط غير مسبوق على إسرائيل وحكومتها في ظل مواصلتها الحرب على غزة وفي ظل تعثر محادثات وقف إطلاق النار.
التحذير البريطاني يُعد امتدادًا لموجة ضغط دبلوماسي على إسرائيل لتبني مسار سياسي مع الفلسطينيين، وهو ما رفضته إسرائيل بشدة حتى يومنا. رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ردّ على خطوة ستارمر بوصفها "مكافأة للإرهاب"، معتبرًا أن الاعتراف بدولة فلسطينية في هذا التوقيت يشرعن ممارسات حماس.

دول جديدة تستعد للاعتراف بدولة فلسطينية

3 عرض المعرض
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
(فلاش 90)
ويأتي الموقف البريطاني في أعقاب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر أيضًا. كما وقّعت 15 دولة على "إعلان نيويورك" الذي صدر في ختام مؤتمر فرنسي-سعودي في الأمم المتحدة، عبّرت فيه عن دعمها للاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من مسار حل الدولتين. من بين الدول الموقعة أندورا، أستراليا، كندا، فنلندا، لوكسمبورغ، مالتا، نيوزيلندا، البرتغال وسان مارينو، التي لم تعترف سابقًا بدولة فلسطينية.
من جهته، شنّ السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، هجومًا على هذه التحركات، وقال: "بينما لا يزال المختطفون في أنفاق حماس، تنشغل هذه الدول بإصدار بيانات جوفاء. هذا نفاق يمنح شرعية للإرهاب".

خشية إسرائيلية من انهيار صورتها

وبحسب مصادر بريطانية، فقد أبلغ ستارمر نتنياهو بنيّته مسبقًا، مؤكدًا أن قراره لا يأتي نتيجة ضغط داخلي، رغم تصاعد الأصوات داخل حزب العمال الداعية لاتخاذ موقف حاسم. وكان نحو ثلث أعضاء البرلمان من الحزب قد وقّعوا على رسالة تطالب باعتراف فوري بدولة فلسطينية، بينما قال زعيم الحزب السابق جيريمي كوربين إن "الدولة الفلسطينية ليست ورقة مساومة، بل حق مشروع".
في إسرائيل، أعرب منتدى السياسة الخارجية الذي يضم 18 سفيرًا سابقًا عن قلقه من "الانهيار الدبلوماسي غير المسبوق"، داعيًا الحكومة إلى تغيير المسار، إنهاء الحرب، تحرير المختطفين، والانخراط في مسار سياسي ينهي حكم حماس في غزة.

مؤتمر دولي للسلام

3 عرض المعرض
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
رفع العلم الفلسطيني خلال مظاهرة
(فلاش 90)
وفي سياق متصل، اختُتمت في نيويورك "مؤتمر الأمم المتحدة لدعم حل الدولتين" برعاية فرنسية-سعودية، بمشاركة 17 دولة بينها بريطانيا، قطر، مصر، تركيا، كندا، والبرازيل. وجاء في بيانها الختامي دعوة لوقف الحرب، وتطبيق حل الدولتين، وتفكيك سلاح حماس وتسليم السلطة في غزة للسلطة الفلسطينية.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان نوال بارو الوثيقة بأنها "تاريخية وغير مسبوقة"، مشيرًا إلى أن دول المنطقة للمرة الأولى تدين حماس بشكل صريح وتبدي نية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في المستقبل، بشرط إنهاء حكم الحركة في غزة.
يُذكر أن الاعتراف بدولة فلسطينية اكتسب زخمًا متزايدًا منذ اندلاع الحرب في غزة، إذ سبق لكل من النرويج، إيرلندا، إسبانيا، سلوفينيا وأرمينيا أن خطت خطوات مماثلة خلال العام الماضي.