.

المحكمة تلغي قرار نقل طفلة إلى والديها البيولوجيين وتبقيها مع أسرتها المربية

جاء في الحكم: "يجب تفضيل حق الأم الوالدة وزوجها في الوصاية الأبوية لعدة أسباب، أهمها مصلحة الطفلة"

راديو الناس|
ألغت المحكمة المركزية في لواء المركز، اليوم (الاثنين)، قرار المحكمة لشؤون العائلة التي قضت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بنقل الطفلة صوفيا إلى والديها البيولوجيين.
وأعلنت المحكمة عن قبول استئناف الوالدين اللذين يربيان الطفلة، وبذلك تبقى الطفلة البالغة من العمر عامين ونصف في رعايتهما.
وجاء في الحكم: "يجب تفضيل حق الأم الوالدة وزوجها في الوصاية الأبوية لعدة أسباب، أهمها مصلحة الطفلة".
الأم خاطرت بحياتها
كما ورد في قرار المحكمة المركزية" "فيما يتعلق بالأمومة، يجب تفضيل الأم الوالدة على الأم البيولوجية، لأننا نتحدث عن أم حملت الطفلة في رحمها دون أن تعلم بالخطأ الذي حدث، ومن دون أن تعرف بعدم وجود تطابق جيني بينها وبين البويضة المخصبة التي زُرعت في رحمها. لقد خاطرت بحياتها من أجل الطفلة عندما وافقت على إجراء عملية جراحية داخل الرحم لإنقاذها، رغم توصية الأطباء بإجراء إجهاض نظرًا للعيوب القلبية التي تم اكتشافها في مرحلة مبكرة".
وأضافت المحكمة: "كانت تلك العملية تشكل خطرًا على حياة الأم الحاملة نفسها أيضًا، لكنها أنجبت الطفلة، وقامت بتربيتها مع زوجها بتفانٍ، مكرسين وقتهم لرعايتها الصحية وتنميتها الجسدية والنفسية".
وأوضحت المحكمة أنه نظرًا لتقنيات الإخصاب الصناعي، "وتطورها والمخاوف من الأخطاء البشرية المرتبطة بها، يجب تفضيل 'مبدأ اليقين'، الذي ينص على أن الأم الوالدة هي أم المولود، مما يوفر وضوحًا حول نتائج الأخطاء المستقبلية التي قد تحدث خلال عمليات الإخصاب الصناعي، ولن يكون هناك انتظار أو بحث عن ارتباط جيني عند اكتشاف الخطأ، بل ستستخدم الفحوصات الجينية فقط لمعرفة الطفل لتاريخه الكامل وليس لتحديد هويته الأبوية".
مسألة الأبوة
كما تطرقت المحكمة إلى مسألة الأبوة في هذه القضية المعقدة، مشيرة إلى أنه "يجب تفضيل حق زوج الأم الوالدة في الوصاية الأبوية بسبب علاقته بالأم الحاملة، وحرصًا على مصلحة الطفلة، بحيث لا يكون لها والدان من زوجين مختلفين. ومن الواضح أن مصلحة الطفلة، بالنظر إلى عمرها ووضعها الصحي والتنموي الصعب، تكمن في بقائها مع والديها المربيين، وذلك بالنظر إلى ارتباطها العاطفي القوي بهما، والخطر غير القابل للعلاج الذي قد يلحق بها في حال فصلها عنهما، استنادًا إلى نظريات التعلق المثبتة علميًا".
ورغم ذلك، أقرت المحكمة بأهمية الحفاظ على علاقة الطفلة بوالديها البيولوجيين، قائلة: "نظرًا لتوصيات جميع الجهات المهنية، تقرر أن من المهم أن تتعرف الطفلة على قصتها الحياتية وأصلها، بما يتناسب مع عمرها وقدراتها، وفقًا لخطة تحددها سلطات الرفاه الاجتماعي، والتي ستشمل الحفاظ على اتصال مستمر بينها وبين والديها الجينيين، مع الإبقاء على المسؤولية الأبوية الكاملة للوالدين المربيين".
خلفية القضية
قبل نحو عامين ونصف، اكتشف الزوجان اللذان خضعا لعلاجات الخصوبة في مستشفى أسوتا خلال الشهر السابع من الحمل، أن الجنين في رحم الأم لا يتطابق جينيًا معهما. ورغم ذلك، وُلدت الطفلة، وكان والداها إلى جانبها خلال العمليات الجراحية وكافة العلاجات التي احتاجتها.
إلا أنه وبعد نحو عام واحد، تم العثور على الوالدين البيولوجيين للطفلة، ومنذ ذلك الحين، خاضا معركة قضائية أمام المحكمة ضد الوالدين اللذين أنجبا الطفلة، مطالبين بالحصول على حق حضانتها بعد عامين من ولادتها.
وبعد عام من الإجراءات القانونية، قضت محكمة الأسرة في ريشون لتسيون لصالح الوالدين البيولوجيين، وأمرت بنقل الطفلة صوفيا إليهما.
لكن الأم التي أنجبت صوفيا وزوجها، اللذين ربّياها لأكثر من عامين ونصف، استأنفا الحكم، مما أدى إلى إلغائه اليوم من قبل المحكمة المركزية.