شهدت أسواق المال الإسرائيلية ارتفاعًا ملحوظًا أمس الثلاثاء، بعد الإعلان عن محاولة اغتيال الوفد المفاوض لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة. وتفاوتت التفسيرات بشأن أسباب هذا الارتفاع، حيث رأى خبراء اقتصاديون أن الأمر قد يعكس توقعات المستثمرين باقتراب نهاية الحرب.
د. رمزي حلبي: التوقعات المستقبلية لتداعيات القصف في الدوحة رفعت أسهم البورصة في إسرائيل
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
07:37
وفي حديثه لراديو الناس، قال الخبير في الشؤون الاقتصادية د. رمزي حلبي: "عادةً، عندما يكون هناك توتر أمني، ينعكس ذلك سلبًا على الاقتصاد وأسعار الأسهم، لكننا نرى هنا اتجاهًا معاكسًا، حيث ارتفع مؤشر تل أبيب 35 بنسبة حوالي 2%، ومؤشر تل أبيب 125 بنسبة 1.8%، وهو رقم قياسي في أسعار أسهم بعض الشركات."
خفض مرتقب لنسبة الفائدة
وأضاف د. حلبي أن السوق المالية تميل إلى التركيز على الاعتبارات الاقتصادية أكثر من الاعتبارات الأمنية، قائلاً: "البورصة تركز على النمو الاقتصادي والفائدة والأرباح وتقارير الشركات الجيدة. كما أن هناك توقعات بخفض نسبة الفائدة من قبل محافظ بنك إسرائيل بعد هذه الحادثة، وهو أمر كان مؤجلًا بسبب الأوضاع الأمنية."
وأشار إلى أن المؤسسات المالية، بما في ذلك بنك إسرائيل، تقدم دعمًا للسوق عبر توفير شبكة أمان للمستثمرين، مضيفًا: "هذا الدعم يهدف لإعطاء الجمهور شعورًا بأن الأمور ما زالت تحت السيطرة، وأن التوجه نحو الاستثمار مستمر."
وعن سرعة انعكاس الأحداث على السوق، قال حلبي: "في بعض الأحيان يكون ارتفاع الأسهم نتيجة رد فعل تلقائي من المستثمرين، دون تفكير طويل، وهذا الفرق بين الاستثمار طويل المدى والردود السريعة للمدى القصير. ما حدث في قطر قد يكون مؤقتًا، لكنه يعكس شعورًا بالسيطرة على الأحداث وإمكانية التوصل إلى اتفاق."
للاستثمار الأجنبي دور مهم
وأضاف أن ردود الفعل الأمريكية ووجود الأموال الأجنبية التي تستثمر في إسرائيل تلعب دورًا مهمًا، مؤكدًا: "الأموال الخارجية تنتهز الفرص عند انخفاض الأسعار أو حدوث تقلبات، وهذا يدفعها إلى الاستثمار في السوق الإسرائيلية بعد مثل هذه الأحداث."
وحول انعكاس هذا الارتفاع على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل أوسع، أوضح الدكتور حلبي أن "الاقتصاد الإسرائيلي في حالة حرجة نسبيًا، ولا يمكن فصل الجانب الاقتصادي عن السياسي، فارتفاع الأسهم قد يكون مؤشرًا على توقع المستثمرين بانتهاء الحرب أو الوصول إلى اتفاق، مما يمنح الاقتصاد فرصة للانتعاش."
وأشار إلى أن المستثمرين يميلون إلى اتخاذ القرارات بناءً على التوقعات المستقبلية، وليس فقط على الأحداث الماضية، مضيفًا: "الأجواء الحالية تمنح المستثمرين داخليًا وخارجيًا نوعًا من التفاؤل، خصوصًا مع الضغط الأمريكي المحتمل على القيادة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق."
وعن تأثير هذا الارتفاع على النمو الاقتصادي، قال: "إذا انتهت الحرب وتم التوصل إلى اتفاق، فإن النمو الاقتصادي الإسرائيلي قد يرتفع من 1.5% المتوقعة لهذا العام إلى حوالي 3%، ما يعكس انعكاسًا إيجابيًا على المجتمع العربي داخل إسرائيل أيضًا."
واختتم الدكتور حلبي تحليله بالقول: "ارتفاع الأسهم في هذا السياق يجذب رؤوس أموال جديدة، ويمنح المستثمرين الأمل في استقرار السوق وانتعاش الاقتصاد بعد انتهاء الحرب."