تواجه شركة "مايكروسوفت" تحدياً غير مسبوق في مسيرة نظامها التشغيلي "ويندوز 11"، حيث تباطأ انتقال المستخدمين إلى النظام الجديد بشكل ملحوظ، وبوتيرة أقل بكثير من تلك التي شهدها التحول من ويندوز 7 إلى ويندوز 10.
وكشف جيفري كلارك، مدير العمليات في شركة ديل، خلال مكالمة أرباح حديثة، أن هناك نحو 500 مليون جهاز كمبيوتر جاهز تماماً لتشغيل ويندوز 11 لكنه ما زال يستخدم ويندوز 10، في حين أن هناك 500 مليون جهاز آخر عمره أربع سنوات أو أكثر غير قادر على الترقية بسبب متطلبات مايكروسوفت الصارمة، أبرزها شريحة الأمان TPM 2.0، بحسب تقرير نشره موقع "digitaltrends".
تأتي هذه الأرقام لتتناقض مع التصريحات التفاؤلية التي أطلقها مسؤول في "مايكروسوفت" يدّعي وجود مليار مستخدم لويندوز 11، دون توضيح دقيق لمضمون هذا الرقم.
مع اقتراب نهاية الدعم الأساسي لويندوز 10 في أكتوبر 2025، كانت التوقعات تشير إلى تدفق كبير من المستخدمين لتحديث أجهزتهم إلى ويندوز 11، إلا أن الواقع أظهر انقساماً واضحاً في السوق، بحيث أن نصف المستخدمين يمتلكون أجهزة لا تلبي متطلبات الترقية، ووالنصف الآخر يمتلك القدرة على التحديث لكنه لا يرى سبباً مقنعاً لفعل ذلك.
هذا التردد يشكل تهديداً أمنياً، لا سيما مع توقف تحديثات الأمان الأساسية، مما يعرض أجهزة ويندوز 10 لهجمات إلكترونية متزايدة. كما أن هذه المعطيات تعطل خطط "مايكروسوفت" لتعميم ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة عبر النظام.
بالنسبة للمستخدمين، الخيارات المتاحة حالياً هي: شراء جهاز جديد، أو الدفع مقابل تحديثات أمان موسعة، أو الاستمرار باستخدام نظام غير مدعوم، وكل خيار يحمل تحدياته ومخاطره، خاصة بالنسبة للشركات التي تواجه معضلة بين تكلفة الأجهزة الجديدة ورسوم الدعم الإضافي.
تدرك "مايكروسوفت" حجم الأزمة، وقد تضطر مستقبلاً إلى تخفيف شروط الترقية أو تقديم مزايا جذابة لجذب المستخدمين، معتمدة على موجة جديدة من أجهزة الذكاء الاصطناعي لتسريع الانتقال.
لكن مع وجود مليار جهاز عالق بين "عدم القدرة على الترقية" و"عدم الرغبة في الترقية"، تبدو مهمة "مايكروسوفت" أكثر تعقيداً من أي وقت مضى وربما الأصعب في تاريخها.


