فضيحة تهزّ حيفا: اتهامات بالتحرّش لعضو بلدية وسالي عبد تكشف التفاصيل

جلسة عاصفة في بلدية حيفا بعدما اتهمت عضوة البلدية سالي عبد أحد أعضاء الائتلاف بحركات توحي بأعمال تحرش جنسي تجاه عضوة معارضة

1 عرض المعرض
سالي عبد ، رئيس بلدية حيفا يونا ياهف
سالي عبد ، رئيس بلدية حيفا يونا ياهف
سالي عبد ، رئيس بلدية حيفا يونا ياهف
(فلاش 90 + وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
أثارت جلسة مجلس بلدية حيفا التي عُقدت مساء الثلاثاء اضطرابًا كبيرًا بعد أن فجرت عضوة المجلس عن قائمة "غالبية المدينة"، سالي عبد، الجلسة بعدما اتهمت عضو المجلس عن الائتلاف، كيريل كارتنيك بقيامه بأعمال تحرش جنسي بممثلة عن المعارضة.
حسب ادعاءات عبد، فقد قام كارتنيك بأفعال ذات طابع جنسي غير لائق تجاه عضوة المجلس البلدي من المعارضة، تاتيانا جون، علما أن هذه ليست المرة الأولى التي تُقدم فيها شكاوى ضده بهذا الشأن.
على إثر هذه الاتهامات، أعلن رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، عن إقالة كارتنيك من الائتلاف وسحب جميع مسؤولياته، بما في ذلك رئاسة مجلس إدارة سلطة استقبال المهاجرين.
وعقب التصريحات، أعلن رئيس البلدية يونا ياهف في رسالة إلى كارتنيك: "لقد قررت إنهاء عضويتك في الائتلاف وإنهاء جميع مهامك القيادية، بما في ذلك رئاستك لمجلس إدارة سلطة استقبال المهاجرين، وذلك بسبب سلوكك وكلماتك المسيئة تجاه عضوات المجلس، تاتيانا جون وسالي عبد. هذه الخطوة جاءت استجابة لشكاوى متكررة من أعضاء المجلس حول سلوكك الجاف وغير المناسب".
وأكد ياهف على عدم تقبله تصرفات تسببت في بكاء عضوة مجلس خلال الجلسة، واصفًا ذلك بـ"الخطير جدًا".

سالي عبد لراديو الناس: كان تعديًا فجًّا على الكرامة وتجاوزًا لخط أحمر عريض

سالي عبد لراديو الناس: كان تعديًا فجًّا على الكرامة وتجاوزًا لخط أحمر عريض
المنتصف مع فرات نصار
06:21
وفي حديث خاص لراديو الناس، كشفت عضو بلدية حيفا سالي عبد تفاصيل ما جرى داخل الجلسة، مؤكدة أن ما حدث لم يكن حادثًا عابرًا، بل سلسلة من "سلوكيات متصاعدة" خلال الفترة الماضية. تقول سالي عبد إن النقاش كان في بدايته عاديًا، قبل أن "يتحوّل فجأة إلى مشهد صادم".
وتوضح: "شهدت الجلسة تجاوزات عديدة في الأسابيع الماضية، لكن ما حدث بالأمس كان تعديًا فجًّا على الكرامة وتجاوزًا لخط أحمر عريض للغاية. فقد قام عضو البلدية كيريل كارتنيك بإيحاءات وتصرفات ذات طابع جنسي موجّهة نحو تاتيانا جون".
وتؤكد أن جميع الحاضرين شاهدوا ما قام به كارتنيك: "لم يكن الأمر خفيًا، الجميع انتبه. كانت حركة مشينة بكل المقاييس".
وكشفت عبد أن تاتيانا جون كانت قد أرسلت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي رسالة رسمية إلى أعضاء البلدية ورئيسها، حذّرت فيها من سلوكيات مشابهة سابقة، إلا أنه "لم تُتخذ أي خطوات جدية في ذلك الوقت".
تقول عبد إنها بادرت إلى اتخاذ موقف داخل الجلسة بعد أن شعرت بأن الصمت لم يعد مقبولًا: "رفضتُ الاستمرار في الجلسة لأن أحدًا لم يتخذ موقفًا واضحًا. وفوجئت بأن جميع الأعضاء انضموا إليّ بعد دقائق، وكان ذلك مشهدًا مهمًّا". وعن الإجراءات الجنائية، أكدت عبد أن جون قدّمت بالفعل شكوى للشرطة مساء الأمس.

"تاريخ من الانتهاكات والسلوك العنيف"

تضيف عبد أن سلوك كارتنيك ليس جديدًا: "هذه ليست المرة الأولى. سبق أن مارس اعتداءات لفظية وتحرشًا، وقبل شهرين اعتدى على منزل الفنان الحيفاوي شاحر سيفان لأنه رفع لافتة تدعو للسلام". وعن وصفه بأنه "يميني متطرف"، قالت: "ما يحصل في حيفا هو جزء من ثقافة يمينية فاشية تزداد قوة، مع بيئة شرطية وسياسية تمنح هؤلاء مساحة للتحرّك دون رادع". وحذّرت من أن شعوره بالحصانة داخل الجلسة "يعكس خطورة ما قد يفعله في الشارع أو في الأماكن المغلقة".
سياق سياسي أوسع: بيئة توتر تجاه العرب
برأي عبد، فإن تعامل البلدية مع المجتمع العربي متأثر بشدة بالتحالفات السياسية داخل المجلس: "ما نراه هو تماهي مع خطاب اليمين ومع التيارات المتطرفة. رئيس البلدية يونا ياهاف محاط بأطراف يمينية، وهذا ينعكس على طريقة التعامل مع الزائرين العرب ومع القضايا الاجتماعية".
وتذكّر عبد بأنه تمت إقالتها من الائتلاف بسهولة كبيرة في حزيران الماضي، وتقول: "كان إبعادي سريعًا، بينما احتاج الأمر لوقوع تحرش فجّ داخل جلسة رسمية حتى تُتخذ خطوة بحق عضو ائتلاف. وهذا يوضح الكثير عن طبيعة البيئة السياسية الحالية في حيفا".

رد كارتنيك: نفي قاطع ومحاولة تبرير

من جانبه، نفى كيريل كارتنيك الاتهامات، وقال في تصريح نقلته وسائل اعلام: "لم يحدث أي شيء مما يُوصف، وفي عصر تُصور فيه كل جلسة من كل زاوية، لو حصل أي شيء من هذا النوع، لكان ظهر في الفيديوهات. الحقائق واضحة: لم يكن هناك أي كلام أو سلوك مسيء مني تجاه عضوات المجلس. للأسف، منذ الانتخابات الأخيرة، هناك من يحاول خلق مؤامرة مُنسقة، ويستخدم هذه التهم كذريعة للعودة إلى السيطرة على سلطة استقبال المهاجرين. الهدف واضح: تشويه سمعتي لتهيئة الأرضية لعودة مصالح قديمة إلى الهيئة البلدية".
First published: 11:38, 03.12.25