تشهد الأجواء فوق فنزويلا، الأحد، حالة غير مسبوقة من السكون الجوي، إذ خلت تمامًا من حركة الطائرات وفق المعطيات المتداولة من منصات تتبع الرحلات. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد المخاوف من احتمال اتخاذ الولايات المتحدة خطوات عسكرية ضد كاراكاس.
وتُظهر خرائط تتبع الطيران المدني فراغًا ملحوظًا فوق المجال الجوي الفنزويلي، بالتزامن مع تنامي التقديرات التي تشير إلى اقتراب واشنطن من بدء مرحلة جديدة من تحركاتها المرتبطة بالوضع في فنزويلا خلال الأيام القريبة.
وقبيل هذا المشهد، كانت ست شركات طيران دولية قد أوقفت رحلاتها نحو البلاد، بعد تحذير أصدرته هيئة الطيران الأميركية بخصوص مخاطر محتملة ناتجة عن ارتفاع النشاط العسكري في المنطقة، في ظل وجود مكثّف للقوات الأميركية هناك.
ووفق ما أعلنته جمعية شركات الطيران الفنزويلية، فقد شمل قرار التجميد شركات من إسبانيا والبرتغال وتشيلي وكولومبيا والبرازيل وترينيداد وتوباغو، جميعها قررت التوقف عن تسيير رحلات إلى الأراضي الفنزويلية.
كما كانت السلطات الأميركية قد نبّهت الطائرات المدنية داخل الأجواء الفنزويلية إلى ضرورة توخي الحيطة، نظراً للتدهور الأمني وازدياد التحركات العسكرية في فنزويلا وما حولها.
وفي موازاة ذلك، تبرز مؤشرات على تحرك عسكري أميركي محتمل، بعد نشر قوات في البحر الكاريبي وسط تدهور العلاقات بين واشنطن وكاراكاس. وتشير تقديرات مسؤولين أميركيين إلى استعداد الولايات المتحدة لإطلاق مرحلة عمليات جديدة تتعلق بالملف الفنزويلي خلال الأيام المقبلة، في إطار الضغوط المتصاعدة على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وتوضح مصادر أخرى أن هذه الخطوة قد تشكل بداية لتحرك يستهدف القيادة الفنزويلية، إذ تدرس واشنطن منذ فترة خيارات مختلفة مرتبطة باتهامات توجهها لمادورو بشأن توريد المخدرات إلى الولايات المتحدة، بينما تشمل بعض هذه الخيارات – وفق تسريبات – محاولة إزاحته عن السلطة.


