جدّدت أحزاب الجبهة، العربية للتغيير والتجمع دعوتها إلى تغليب الحوار على السجالات الإعلامية، وذلك في أعقاب البيان الأخير الصادر عن القائمة العربية الموحدة. جاء ذلك بعد لقاء ثانٍ عُقد بين قيادات الأحزاب الأربعة لبحث إمكانية إعادة تشكيل القائمة المشتركة.
الطيبي: الطيبي: لن نلغي هوية أي حزب، الخلاف لا يجب أن يمنع إقامة المشتركة
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
14:22
وفي حديث لراديو الناس، أوضح رئيس كتلة الجبهة والعربية للتغيير، د. أحمد الطيبي، أن الاجتماع الأخير جرى "بروح طيبة وبنقاش معمّق رغم وجود تباينات في الطروحات"، مشددًا على أن الخلاف "لا يتعلق بالمقاعد أو توزيع المواقع، بل بمسألة الانضمام أو عدم الانضمام إلى أي ائتلاف حكومي بعد الانتخابات".
الطيبي أشار إلى أن قادة أحزاب إسرائيلية، مثل نفتالي بينيت ويائير لبيد وأفيغدور ليبرمان وبيني غانتس، أعلنوا مرارًا بعد 7 أكتوبر أنهم لن يدخلوا في أي ائتلاف مع الأحزاب العربية، "وبالتالي فإن احتمالية ذلك ضئيلة للغاية"، على حد قوله. وأضاف: "لماذا يجب أن يمنع هذا إقامة قائمة مشتركة؟".
خلافات حول "خارطة الطريق"
الطيبي كشف أن الجبهة والعربية للتغيير قدّمتا ورقة "خارطة طريق" تضع تصورًا للتعاون المستقبلي، بحيث يتم التشاور مجددًا إذا ما تغيرت مواقف الأحزاب الإسرائيلية. وأكد أن الهدف هو إبقاء الباب مفتوحًا أمام النقاش، مع الحفاظ على استقلالية كل حزب وهويته السياسية.
ورغم تأكيد جميع الأطراف على تقديم "مواقف إيجابية"، فإن البيانات الصادرة عنها عكست استمرار الفجوات. ففي حين تتمسك الموحدة بخيار الانفتاح على المشاركة في أي ائتلاف حكومي، شددت الجبهة والعربية للتغيير والتجمع على أن ذلك غير واقعي سياسيًا في المرحلة الراهنة.
"قائمة طوارئ" بدلًا من "تقنية"
الطيبي طرح خلال اللقاء فكرة تشكيل "قائمة طوارئ" تعكس الظروف الاستثنائية التي يمر بها المجتمع العربي، بما في ذلك تصاعد الجريمة، العدوان على غزة، هدم البيوت في النقب، وارتفاع تكاليف المعيشة. وأكد أن هذا الإطار يجب أن يكون مختلفًا عن "القائمة التقنية" التي طُرحت في نقاشات سابقة.
وأضاف: "القائمة المشتركة ليست مجرد تحالف انتخابي، بل رسالة للداخل والخارج، وكل حزب يبقى محتفظًا بخصوصيته وهويته السياسية".
الخطوات القادمة
وبحسب الطيبي، تم الاتفاق على أن تقدّم كل من الأحزاب أوراقًا مكتوبة لرؤيتها، على أن يُعقد لقاء جديد بعد عودة رئيس القائمة الموحدة، د. منصور عباس، من العمرة. كما شدد على ضرورة أن يصدر بيان مشترك عن الأحزاب الأربعة في الاجتماعات المقبلة، بدلًا من بيانات منفصلة "تزيد من السجالات".
ورغم الأجواء الإيجابية التي تحدث عنها الطيبي، إلا أن مواقف الأحزاب المختلفة تعكس صعوبة التوصل إلى صيغة توافقية نهائية في هذه المرحلة، ما يترك مستقبل القائمة المشتركة مفتوحًا على جميع الاحتمالات.
First published: 08:59, 02.09.25