تتواصل في مدينة سخنين ظاهرة إطلاق الرصاص على البيوت والممتلكات، ما يتسبب بأضرار مادية جسيمة وحالة متواصلة من الخوف والهلع في صفوف السكان، وسط تصاعد شبه يومي لهذه الأحداث دون رادع فعلي أو حلول ملموسة، الأمر الذي يثير موجة انتقادات واسعة لأداء الشرطة، المتهمة بالتقاعس وغياب الردع.
وفي هذا السياق، قال مازن غنايم، رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، في مقابلة مع راديو الناس، إن الوضع في المدينة «مؤلم للغاية»، مؤكدًا أن مشاريع تعزيز الأمن، وعلى رأسها مشروع كاميرات المراقبة، لا تزال عالقة رغم الوعود الرسمية.
رئيس بلدية سخنين مازن غنايم يحذّر من تفاقم العنف
استوديو المساء مع فرات نصار
04:54
وأضاف غنايم: «حتى اليوم لم نتقدم كثيرًا في مشروع الكاميرات، ولو كان هناك اتفاق واضح مع وزارة الأمن الداخلي وتحويل الميزانيات، لكانت الكاميرات مركبة منذ زمن، لكننا لا نزال ننتظر».
وأوضح غنايم أن البلدية لم تعد تعوّل على الشرطة في توفير الأمن، قائلًا: «لم نعد نراهن على شرطة إسرائيل لا في توفير الأمن ولا في تحويل الميزانيات اللازمة، ولذلك قررنا التوجه إلى أهلنا وأشقائنا من خلال ما يُعرف بـ(القانون المساعد)، بهدف تمويل كاميرات مراقبة وشركات حراسة لضمان الأمن والأمان للمواطنين».
وأشار رئيس البلدية إلى أن ما يجري في سخنين لا يعبّر عن طبيعة المدينة، مؤكدًا: «سخنين بلد الخير والمحبة والأمان، لكن فئة قليلة جدًا تسيء للمدينة وللمجتمع، ولا يمكن لها أن تمثل أهل البلد».
وتطرّق غنايم إلى البعد الاجتماعي والاقتصادي للعنف، محذرًا من اللجوء إلى «السوق السوداء» والقروض غير القانونية، وقال: «مشكلتنا تبدأ حين يعيش الإنسان فوق إمكانياته، ثم يتوجه للسوق السوداء، فيدخل في دوامة خطيرة من التهديد والعنف. رسالتنا واضحة: عش وفق إمكانياتك ولا تضع نفسك تحت رحمة المجرمين».
صمت رسمي تجاه الهتافات العنصرية
وفي جانب آخر من حديثه، انتقد غنايم الصمت السياسي والإعلامي والشرطوي تجاه الهتافات العنصرية التي أُطلقت ضد العرب وضد الرسول الكريم ولاعبي اتحاد أبناء سخنين خلال مباراة الفريق أمام بيتار القدس. وقال: «آلاف المشجعين يهتفون شعارات عنصرية، ومع ذلك يسود صمت تام. لو حدث جزء بسيط مما جرى في سخنين أو في أي بلدة عربية، لتمت معاقبتنا فورًا وربما خصم نقاط من الفريق».
وأضاف غنايم أن هناك «كيل بمكيالين» في تعامل الجهات الرسمية مع جماهير اليمين المتطرف، مؤكدًا: «المسموح لليمين المتطرف ممنوع على العرب، وحتى على المعتدلين في هذه الدولة».
اللجنة الشعبية: الشرطة غائبة تمامًا
محمود شاهين: الشرطة غائبة كليًا والمدينة تُترك لمصيرها
استوديو المساء مع فرات نصار
04:04
من جهته، قال المحامي محمود شاهين، رئيس اللجنة الشعبية في سخنين، إن المدينة تشهد «انفلاتًا خطيرًا» في ظل غياب كامل للشرطة. وأوضح شاهين: «إطلاق النار والقنابل يحدث يوميًا، على البيوت والمحلات التجارية، والشرطة غائبة كليًا وكأنها لا ترى ولا تسمع».
وأضاف أن الشرطة كانت على الشارع الرئيسي في إحدى الحوادث، فيما أُطلق الرصاص على مقربة منها دون أي تدخل، مشيرًا إلى أن الرصاص وصل إلى بيوت مواطنين أبرياء لا علاقة لهم بالنزاع.
وأكد شاهين أن الوضع بات يهدد الأمن الشخصي بشكل غير مسبوق، قائلًا: «لا يوجد مجتمع في العالم يُترك ليحمي نفسه بنفسه. المفروض أن تقوم الدولة بواجبها، لكننا أمام واقع استثنائي وغير طبيعي».
وأشار إلى أن اللجنة الشعبية، بالتعاون مع البلدية، بدأت بالعمل على حلول بديلة، تشمل الحراسة الخاصة وتركيب الكاميرات، رغم إدراكها أن هذه ليست حلولًا جذرية، مضيفًا: «بلدنا غالٍ علينا، وأغلبية أهل سخنين ناس طيبون، لكن قلة فاسدة، مع غياب الشرطة، تدمر أمن المجتمع».
مخاوف متزايدة ومطالب عاجلة
ويؤكد سكان سخنين أن استمرار إطلاق النار دون محاسبة يفاقم الشعور بانعدام الأمان، مطالبين بتدخل فوري وجدي من الشرطة والجهات الرسمية، ووضع حد لحالة الفوضى التي تهدد حياة الناس وممتلكاتهم، في ظل تحذيرات من انفجار اجتماعي إذا استمر هذا الإهمال.


