تحل اليوم الذكرى الـ25 لهبة القدس والأقصى أو هبة أكتوبر التي بدأت شرارتها عام 2000، عندما خرجت جموع الجماهير العربية في إسرائيل في مظاهرات عارمة أدت لمواجهات دموية مع الشرطة، وذلك على خلفية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وانتهت باستشهاد 13 شهيدا هم: رامي غرّة (جت المثلث)، أحمد صيام جبارين (معاوية)، محمد جبارين ومصلح أبو جراد (أم الفحم)، وسام يزبك، وإياد لوابنة، وعمر عكاوي (الناصرة)، محمد خمايسي (كفركنا)، رامز بشناق (كفر مندا)، عماد غنايم ووليد أبو صالح (سخنين)، علاء نصار وأسيل عاصلة (عرابة).
25 عاما على هبة القدس والأقصى: ذاكرة لا تغيب
كنت هناك مع شيرين يونس
23:20
الخلفية التاريخية
الأقلية العربية التي تعيش في اسرائيل، وجت نفسها منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، في واقع سياسي واجتماعي معقد. فقد عان المواطنون العرب من الحكم العسكري حتى عام 1966، وتعرضت مساحات واسعة من أراضيهم للمصادرة عبر قوانين وتشريعات مختلفة. وعلى الرغم من كونهم جزءاً من النسيج الفلسطيني الممتد في الضفة الغربية وقطاع غزة، إلا أن واقعهم كأقلية داخل إسرائيل جعل علاقتهم بالسلطة الإسرائيلية والمجتمع اليهودي متوترة ومشحونة، وطالما غذتها السياسات الاسرائيلية المتعاقبة التي تعمل من خلال تكريس التمييز والإقصاء في كل المجالات والأصعدة.
يوم الأرض المواجهة الأولى
شهد تاريخ المجتمع العربي منذ قيام إسرائيل سلسلة من الأحداث التاريخية، أبرزها أحداث يوم الأرض عام 1976، واحتجاجات الانتفاضة الأولى، وكلها عمّقت الإحساس بالتمييز وساهمت في شحن الأجواء. ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عقب اقتحام أرئيل شارون للمسجد الأقصى في سبتمبر/أيلول 2000، انفجر الغضب الشعبي مجدداً في غالبية البلدات العربية داخل إسرائيل. عمليا، ووصلت ذروتها مع مشاهد الطفل محمد الدرة الذي اغتالته إسرائيل وهو يحتمي بحضن والده.
زيارة شارون إلى الأقصى
في الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول 2000، دخل رئيس المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرئيل شارون المسجد الأقصى وسط حماية مشددة من الشرطة. الزيارة أثارت مشاعر غضب واسعة لدى الفلسطينيين، باعتبارها استفزازاً لمكانة دينية مقدسة، وجاءت بعد أيام قليلة من ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتبط اسم شارون بها. سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى مظاهرات عارمة في الداخل، خصوصاً بعد تفجّر الانتفاضة الثانية في الضفة وغزة.
اليوم الأول: 1 أكتوبر 2000
دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إلى إضراب شامل، احتجاجاً على سياسات التمييز وتضامناً مع الانتفاضة الثانية. بدأت المظاهرات سلمية لكنها تطورت سريعاً، وردّت الشرطة باستخدام الرصاص المطاطي والحي، ما أسفر عن سقوط أربعة شهداء.
اليوم الثاني 2 أكتوبر 2000
كان اليوم الأكثر دموية، إذ تحولت المظاهرات إلى مواجهات واسعة النطاق. أُغلقت طرق رئيسية، ودخلت قوات الشرطة في مواجهة مباشرة مع المتظاهرين مستخدمة القناصة والرصاص الحي. النتيجة: ستة شهداء في يوم واحد.
اليوم الثالث: 3 أكتوبر 2000
استمرت المواجهات بوتيرة أقل، لكنها أسفرت عن سقوط شهيدين آخرين. ومع اختطاف حزب الله لثلاثة جنود إسرائيليين في 7 أكتوبر، اشتعلت الأجواء مجدداً. وفي الثامن من أكتوبر وقعت صدامات بين العرب واليهود في عدة مناطق، استشهد خلالها شابان من الناصرة.
في العاشر من أكتوبر هدأت الأحداث عملياً، بعد أن خلفت وراءها دماء وصدمة عميقة في نفوس المواطنين العرب.
الحصيلة: 13 شهيدا
خلال عشرة أيام، استشهد 13 شهيداً من المواطنين العرب تتراوح أعمارهم بين 17 و42 عاماً، معظمهم من الجليل والمثلث والناصرة. سقطوا برصاص الشرطة والقناصة، في وقت وُجهت فيه انتقادات واسعة لاستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين مدنيين.
لجنة أور: تحقيقات ومساءلة ناقصة
تحت ضغط الرأي العام، أعلنت إسرائيل تشكيل لجنة تحقيق رسمية برئاسة القاضي ثيودور أور في 23 أكتوبر 2000. خلصت اللجنة إلى أن الشرطة تصرفت بعنف مفرط واستخدمت الرصاص الحي بطريقة غير مبررة، محملةً مسؤولية مباشرة لعدد من المسؤولين الإسرائيليين. لكنها في المقابل حمّلت جزءاً من المسؤولية للقيادات العربية التي اتهمتها بالتحريض.
ورغم توصياتها، لم تتم محاكمة أي من أفراد الشرطة الذين أطلقوا النار، الأمر الذي عزز شعور المواطنين العرب بانعدام العدالة.
25 عاما.. ذاكرة لا تغيب
منذ عام 2000، يحيي أبناء المجتمع العربي داخل إسرائيل ذكرى الشهداء أول يوم سبت من شهر أكتوبر عبر مسيرات ونشاطات وطنية شبيهة بإحياء ذكرى يوم الأرض. باتت الهبّة رمزاً لمقاومة التمييز وللوحدة بين مختلف البلدات العربية.
برنامج زيارة الأضرحة والنصب التذكارية
ووضعت لجنة المتابعة بالتنسيق مع اللجنة القطرية للرؤساء، ورؤساء السلطات المحلية، واللجان الشعبية، برنامج احياء الذكرى الـ25 لهبة القدس والأقصى، يوم السبت القريب 04/10/2025، تخليدا لذكرى الشهداء الـ 13، بمسيرة مركزية في مدينة سخنين الساعة الرابعة من عصر اليوم ذاته، بحيث تنطلق المسيرة المركزية القطرية من شارع الشهداء في سخنين، وتُخْتَتَم قرب النصب التذكاري للشهداء.
كما وتحيي لجنة المتابعة والاطر السياسية والوطنية والحزبية الفاعلة في المجتمع العربي الذكرى صباحا من خلال وضع أكاليل الورود على أضرحة الشهداء م جت المثلث وصولا الى البطوف.
First published: 08:49, 01.10.25