عُقدت جلسة غير عادية للمجلس البلدي في الناصرة، يوم الخميس الموافق 27 آذار/ مارس 2025، تم خلالها تعيين السيد بهاء إغباريّة محاسبًا جديدًا للبلدية، بإجماع الأعضاء الحاضرين. وجاءت الجلسة رغم مقاطعة كتلة الجبهة التي تغيبت عنها بشكل كامل، وذلك بالرغم من أن موعد انعقادها جاء بناءً على طلبها، وفق ما ورد في بيان البلدية.
اتهامات بتعطيل العمل البلدي
وجاء في بيان بلدية الناصرة أن التعيين تم "رغم المحاولات التي قامت بها جبهة الناصرة الديمقراطية بشتى السبل لمنع انعقاد الجلسة"، معتبرًا أن ذلك "يدل على الاستهتار بالمواطن النصراوي والسعي لتعطيل عمل البلدية"، وفق تعبير البيان.
كما وجّه رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، انتقادات مباشرة للجبهة خلال الجلسة، قائلًا: "لا أطلب منكم الدعم، بل أطلب أن تكونوا ولو لمرة واحدة شجعانًا وتقولوا إنكم تحاربون وجود الرئيس علي سلام"، مضيفًا: "لقد فقدتم مصداقيتكم داخل الشارع النصراوي، وأصبح واضحًا أنكم غير جديرين بالثقة وتريدون خراب المدينة"، على حد قوله.
رئيس البلدية وجّه شكره للحضور على تلبية الدعوة والمشاركة في اتخاذ القرار، متمنيًا أن "يتقبل الله صيام الجميع وأن يكون عيد الفطر مناسبة خير وسلام على الأمة الإسلامية والعربية".
من جهتهم، عبّر أعضاء المجلس الحاضرون عن دعمهم لتعيين المحاسب ووقوفهم إلى جانب إدارة البلدية. وقال الشيخ وسام مروات، رئيس القائمة العربية الموحّدة: "نحن دائمًا ندعم البلدية ورئيسها علي سلام بكل ما يخدم المواطن والبلدية". واعتبر المهندس عدنان قويدر أن "النية الصافية والعمل المشترك ضروريان لمواجهة أي محاولات تعطيل". فيما قدّم كل من وليد اشتيوي، ومحمد عوايسي، وسامية أبو الرب، ويوسف عياد، تهانيهم بعيد الفطر، وأكدوا على أهمية استمرار العمل لخدمة المدينة. واعتبر عياد أن "عدم حضور أعضاء كتلة الجبهة هو استهتار بالمجلس البلدي وأهل الناصرة"، وفق تعبيره.
مصادقة على بنود إضافية في الجلسة
خلال الجلسة، تم التصويت بالإجماع على منح حق التوقيع المالي لمديرة وسكرتيرة مدرسة ابن سينا. كما صادقت البلدية على قبول منحة بقيمة 720,720 شيكل من سلطة أراضي إسرائيل لتخطيط جبل القفزة.
وفي ختام الجلسة، شدّد رئيس البلدية على أهمية التعاون والعمل من أجل مصلحة الناصرة، مؤكدًا: "يدًا بيد نبني الناصرة ونحافظ عليها".
الجبهة: جلسة غير قانونية وتضليل للرأي العام
من جهتها، أصدرت كتلة جبهة الناصرة الديمقراطية بيانًا أعلنت فيه أنها أرسلت رسالة إلى كل من رئيس البلدية ووزارة الداخلية، تُعلمهم فيها أن "جلسة المجلس البلدي التي عقدت غير قانونية"، مؤكدة أن "أعضاء البلدية ليسوا ختما مطاطيًا بيد رئيس يقرر متى يشاء أن يدعوهم بطريقة غير قانونية"، حسبما ورد في البيان.
وأضاف البيان: "لا يُعقل أن تقوم البلدية ورئيسها باتخاذ قرارات مصيرية في هذا الوقت، في حين أن وزير الداخلية استلم توصية تطالب بإقالة الرئيس والمجلس البلدي". وذكرت الجبهة أن القانون يتيح، في مثل هذه الحالة، تعيين محاسب مؤقت لمدة ثلاثة أشهر أو تمديد فترة عمل المحاسب الحالي فقط.
وتابع البيان: "رئيس البلدية هو المسؤول الأول والوحيد عن وضع الناصرة الحرج"، مضيفًا أن "رغم كل محاولات التملّق، خاصة لليمين وللعنصريين، حصل على صفعة من وزارة الداخلية وورّط البلد بلجنة معينة ومحاسب مرافق".
وأردف بيان الجبهة أن "رئيس بلدية تحت التحقيق لا يعيّن محاسبًا، بل يستقيل"، مشيرًا إلى أن "كل ما يجري في هذه المرحلة يؤكد على تمسّك الرئيس بمنصبه رغم فشله في إدارة البلدية"، على حد تعبير البيان.
وختمت الجبهة بيانها بالقول: "نتمنى للجميع عيد فطر سعيد، وللناصرة مستقبلًا أفضل مع إدارة نظيفة وخالية من الفساد".