شهدت جلسة مجلس مجد الكروم المحلي مؤخرًا تعثّرًا في التصويت على الميزانية السنوية للعام الجاري، الأمر الذي أدى إلى تأجيل البت فيها إلى موعد لاحق. وجاء ذلك في ظل خلاف داخلي بين عدد من أعضاء المجلس المحلي من جهة، ورئيس المجلس المحلي سليم صليبي من جهة أخرى، وسط اتهامات متبادلة بشأن أسباب التعثر وإدارة الموارد المالية للبلدة.
في حديث لبرنامج "استوديو المساء" مع الزميل فرات نصار، قال علاء قداح، نائب رئيس المجلس المحلي في مجد الكروم، إن "تأجيل التصويت على الميزانية لم يكن بسبب التقليصات كما يظن البعض، بل جاء احتجاجًا على تعنت رئيس المجلس في الاستجابة لمطالبنا، نحن 12 عضوًا في المجلس، بالحصول على صلاحيات حقيقية وميزانية رمزية لدعم ملفات حيوية".
علاء قداح نائب رئيس مجلس مجد الكروم المحلي
استوديو المساء مع فرات نصار
05:38
طلبنا ميزانية رمزية فواجهنا جدارًا من الصمت
وأضاف قداح: "المبلغ الذي طلبناه يُعدّ ضئيلًا ولا يُذكر مقارنة بميزانية المجلس التي تتعدى 138 مليون شيكل. ومع ذلك، فوجئنا برفض الرئيس التجاوب معنا أو حتى دعوة إدارة المجلس لجلسة نقاش، رغم أنني أرسلت له الطلب بشكل رسمي عبر البريد الإلكتروني ووجهته أيضًا للمحاسب والمستشار القضائي".
قدمنا ائتلافًا جاهزًا على طبق من ذهب ولا نريد وصف الرئيس بالدكتاتوري
وتابع نائب الرئيس: "حتى اللحظة، لا توجد معارضة حقيقية داخل المجلس، باستثناء عضو واحد فقط يمكن وصفه بالمعارض. الرئيس يتمتع بدعم واسع من الائتلاف، ولكننا لا نفهم سبب هذا التصلب من جانبه في موضوع بسيط كان يمكن حله بسهولة".
وعن طبيعة الائتلاف القائم، أوضح قداح: "لقد قدمنا لرئيس المجلس ائتلافًا جاهزًا، مشكلًا من قوائم عائلية وأحزاب، وقلنا له إنه ائتلاف قوي ومتماسك ويمثل فخرًا لمجد الكروم. لم تكن لدينا أي مشاكل جوهرية معه على مدار سنة كاملة، وصوتنا لصالح كافة البنود تقريبًا، باستثناء بند واحد فقط اعترضنا عليه".
وفي ختام حديثه، قال قداح: "نحن لا نريد الدخول في مواجهة أو أن نصف الرئيس بأنه دكتاتوري، ولكننا نوجه له رسالة مفادها أن هناك طاقات شبابية كبيرة يجب منحها الفرصة للمشاركة والتأثير. مجلس مجد الكروم بحاجة لهذه الطاقات كي ينهض ويتطور".
رئيس مجلس محلي مجد الكروم سليم صليبي
استوديو المساء مع فرات نصار
05:18
رئيس المجلس سليم صليبي يرد: الخلافات مصطنعة ولا مبرر لتصويرها كأزمة
من جانبه، ردّ رئيس المجلس المحلي، سليم صليبي، في مداخلة هاتفية على البرنامج ذاته، بالقول: "هذا ليس أول عام نواجه فيه تحديات تتعلق بإقرار الميزانية، ونحن نعمل ضمن ائتلاف يضم عددًا كبيرًا من الأعضاء، من بينهم شباب متميزون ونشطون. لدينا مشاريع مهمة قيد التنفيذ مثل مركز الفيزياء والموسيقى القطريين".
وأوضح صليبي: "الميزانية هذا العام تبلغ نحو 138 مليون شيكل، وقد واجهنا في البداية عجزًا بقيمة 8 ملايين شيكل، لكننا بدأنا بتقليص النفقات تدريجيًا. لا يمكننا الموافقة على طلبات بزيادة الميزانية دون تحديد مصادر التمويل. مثلًا، طُلب مؤخرًا تخصيص 30 ألف شيكل لنشاطات نسوية، ولكن لم يتم تحديد من أين سيتم اقتطاع هذا المبلغ".
وتابع صليبي: "المشكلة ليست في المبالغ بحد ذاتها، بل في منطق توزيع الميزانية. لا يمكننا منح أحد صلاحية التصرف بأموال دون إطار قانوني واضح، وهذا ما يحصل عادة في الكنيست، لكنه غير مقبول في المجالس المحلية. لا يوجد ما يُسمى بند خاص لنائب الرئيس أو لعضو مجلس يتصرف به كما يشاء".
لا يمكن منح صلاحيات مالية دون إطار قانوني واضح
وفي تعليقه على اتهام التعنت، قال صليبي: "طلب الصلاحيات الذي يتحدث عنه البعض ليس له علاقة بالميزانية. أنا لا أرفض منح الصلاحيات من حيث المبدأ، لكن يجب أن يكون ذلك وفق القانون، وضمن إطار تنظيمي سليم. للأسف، هناك من يحاول تصوير الأمور على أنها أزمة جوهرية بينما الخلاف يدور حول مبالغ بسيطة لا تؤثر فعليًا على الميزانية العامة".
وختم رئيس المجلس المحلي بالقول: "نحن نمر بفترة اقتصادية صعبة على مستوى السلطات المحلية عامة، وأي زيادة في الميزانية يجب أن تكون مدروسة. أتوقع أن يتم التصويت على الميزانية خلال الجلسة المقبلة بعد أن نوضح الصورة للجميع، لأن هدفنا هو خدمة أهالي مجد الكروم دون تأخير أو تصعيد غير ضروري".
الخلفية
يُذكر أن السلطات المحلية في البلاد تعاني في الأشهر الأخيرة من تقليصات حادة في ميزانياتها، في ظل تعقيدات مالية وغياب دعم حكومي كافٍ، ما ينعكس سلبًا على الخدمات اليومية التي تقدم للمواطنين، ويزيد من حدة التوتر داخل المجالس والائتلافات المحلية.