من حرب العراق إلى حكم غزّة؟ توني بلير يعود إلى العناوين

الولايات المتحدّة تسعى إلى تكليف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لحكم غزّة في الفترة الانتقاليّة بعد نهاية الحرب. الرجل الذي ارتبط اسمه بحرب العراق "سيئة الصيت" يعود للعناوين مجددًا

3 عرض المعرض
طوني بلير
طوني بلير
طوني بلير
(تصوير: المنتدى الاقتصادي العالمي)
في الآونة الأخيرة يتردد اسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ليتولى حكم غزّة في الفترة الأولى من أي ترتيبات انتقالية يجري الحديث عنها بعد الحرب. صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت أن البيت الأبيض يقود خطة تهدف إلى تكليف بلير برئاسة إدارة مؤقتة للقطاع، من دون إشراك مباشر للسلطة الفلسطينية في المرحلة الأولى. وبحسب التسريبات التي أكدتها مصادر عربية وإسرائيلية للصحيفة، فإن الخطة تشمل إنشاء هيئة دولية تُكلَّف بإعادة إعمار غزة وإدارتها لعدة سنوات، على أن يُنشر في الوقت نفسه قوة دولية تتولى ضبط الحدود ومنع حماس من استعادة قدراتها العسكرية.
هذا الطرح، الذي تقول هآرتس إنه يحظى بدعم كامل من واشنطن والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويجد آذاناً صاغية أيضاً لدى القيادة الإسرائيلية، يفتح الباب أمام نقاش واسع: من هو توني بلير؟ ما رصيده السياسي ومحصّلته في الشرق الأوسط؟ وما إشكالياته؟ والأهم: هل يستطيع فعلاً أن يحكم غزة؟
شخصية قيد الجدل
ولد بلير عام 1953، وصعد سريعاً في صفوف حزب العمال البريطاني ليصبح زعيمه عام 1994. قاد الحزب إلى فوز تاريخي عام 1997، وصار أصغر رئيس وزراء لبريطانيا في القرن العشرين. قدّم نفسه حينها رمزاً للتجديد وابتكر ما عُرف بـ”الطريق الثالث”، أي الدمج بين اقتصاد السوق وسياسات العدالة الاجتماعية.
في سنواته الأولى، ارتبط اسمه بتحسين الخدمات العامة والاقتصاد المزدهر. لكن هذه الصورة سرعان ما انقلبت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، إذ أصبح الحليف الأقرب للرئيس الأميركي جورج بوش الابن في احتلال العراق عام 2003. الحرب التي استندت إلى مبررات واهية عن أسلحة دمار شامل حطمت سمعته وأثقلت إرثه السياسي إلى اليوم.
3 عرض المعرض
طوني بلير والرئيس الامريكي بوش
طوني بلير والرئيس الامريكي بوش
طوني بلير والرئيس الامريكي بوش
(تصوير: البيت الابيض)
ارتبط اسم بلير ارتبط في الوعي البريطاني والعربي والعالمي بجملة من الإشكاليات أبرزها حرب العراق التي اعتبرت خطأ في مسيرته. اتُّهم بتضليل البرلمان والجمهور، وتسبّب في حرب دامية أفقدته ثقة شريحة واسعة من شعبه.
كما اتهم بفقدان المصداقية حتى بعد مغادرته الحكم عام 2007، ظل يُنظر إليه بوصفه “رجل واشنطن” أكثر من كونه زعيماً مستقلا.
عندما عُيّن مبعوثاً للجنة الرباعية الدولية، كان يفترض أن يلعب دور الوسيط، لكنه ركّز على مشاريع اقتصادية صغيرة أكثر من معالجة الاحتلال والاستيطان. الفلسطينيون رأوا فيه أقرب إلى إسرائيل منه إليهم.
اهتمام بلير بالشرق الأوسط لم يتوقف بعد مغادرته منصب المبعوث الدولي. عبر مؤسسته وعلاقاته الواسعة مع حكومات عربية وغربية، ظل فاعلاً في ملفات المنطقة. دافع عن حل الدولتين، لكنه في الوقت نفسه تبنى مواقف متماهية مع اسرائيل والولايات المتحدة.
هل يستطيع حكم غزّة؟
السؤال الأكثر إلحاحاً اليوم: هل يمكن لرجل مثل بلير أن ينجح في إدارة غزة، ولو لفترة انتقالية؟ لدى الرجل سجّل واضح وخبرة كبرى في ادارة ملفّات معقدّة لكن من الصعب الحكم اليوم على مثل هذه الخطوة كونها لا تزال قيد الدراسة من دون وضوح جدول زمني او ترتيبات معيّنة تصب لصالح الخطة.
3 عرض المعرض
الكارثة تتفاقم والنزوح مستمر في غزة
الكارثة تتفاقم والنزوح مستمر في غزة
الكارثة تتفاقم والنزوح مستمر في غزة
( Flash90)