توتر في تل السبع: ضرب واعتقال شاب وقاصر - الشرطة تتحدث عن "رفض الانصياع للتعليمات"

عبّر عدد من السكان عن سخط شديد عقب الحادثة، مؤكدين أن أفراد الشرطة — وفق روايتهم — استخدموا قوة غير مبررة خلال الاعتقال

توتر في تل السبع: ضرب واعتقال شاب وقاصر
شهدت بلدة تل السبع في النقب حالة توتر واسعة، اليوم الثلاثاء، بعد انتشار مقطع فيديو يوثّق لحظة اعتقال شابين عند حاجز للشرطة، ما أثار موجة غضب محلية واتّهامات باستخدام عنف مفرط ضد السكان.
الشرطة: رفض تعليمات الحاجز والاعتداء على أفراد القوة
وقالت الشرطة في بيانها إن قوات الحرس الوطني – لواء الجنوب، العاملة ضمن حملة “النظام الجديد” التي يقودها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقائد الشرطة داني ليفي، كانت تجري عمليات تفتيش عند أحد الحواجز في مدخل تل السبع.
وبحسب البيان، وصلت مركبة رفضت الانصياع لتعليمات الوقوف، قبل أن يبدأ أحد الركاب — وهو قاصر — بشتم أفراد الشرطة والبصق عليهم، ثم ترجّل من المركبة وهاجمهم جسديًا. وأضافت الشرطة أن أفراد القوة سيطروا عليه واعتقلوه، ثم اعتقلوا السائق بعد محاولته منع الاعتقال.
وأكدت الشرطة أن الشابين نُقلا إلى التحقيق، وأن النشاط الميداني في المنطقة مستمر، مشددة:“سنتعامل بحزم مع أي سلوك عنيف أو مخالف للقانون.”
غضب في تل السبع: السكان يتحدثون عن “عنف مفرط”
في المقابل، عبّر عدد من السكان عن سخط شديد عقب الحادثة، مؤكدين أن أفراد الشرطة — وفق روايتهم — استخدموا قوة غير مبررة خلال الاعتقال، ما يعمّق حالة الاحتقان في النقب في ظل تكرار حوادث المواجهة بين الشرطة والشباب.
وطالب وجهاء محليون بفتح تحقيق مستقل، مؤكدين أن “التعامل العنيف مع الأهالي يزيد فقدان الثقة ويهدد بتصعيد خطير".
جبهة النقب: “اعتداء خطير يُضاف إلى سلسلة انتهاكات”
وفي بيان شديد اللهجة، أدانت جبهة النقب – الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة الحادثة، ووصفت ما جرى بأنه اعتداء من شرطة بن غفير على شباب عرب في مدخل تل السبع، معتبرة أن ما حدث يندرج ضمن "سلسلة انتهاكات متصاعدة ضد أهلنا في النقب".
وقالت الجبهة إنّ الحادثة تُظهر — على حدّ تعبيرها — "تصعيدًا خطيرًا يؤكد وجود نية مبيّتة لفرض واقع قمعي على سكان النقب"، وأضافت:
“معالجة العنف لا تكون بالاقتحامات الاستعراضية ولا بسياسة العقاب الجماعي، بل بتفكيك عصابات الجريمة وجمع السلاح غير المرخص ومعالجة الأسباب الاجتماعية.”
وأكد البيان أن سياسات بن غفير “محاولة لفرض أجندة عنصرية وفاشية على أهل النقب، عبر استخدام عنوان ‘محاربة العنف’ كغطاء لتقييد حقوق المواطنين وترهيبهم”.
تصعيد وتوتر
الحادثة الأخيرة جاءت في ظل سلسلة من التوترات بين الشرطة وسكان بلدات النقب، حيث يقول الأهالي إن الحملات الشرطية المتصاعدة تُنفَّذ بأسلوب “استعلائي وقاسٍ”، بينما تؤكد الشرطة أنها تعمل على “فرض النظام ومحاربة الجريمة”.
ويترقب أهالي تل السبع الخطوات القادمة، وسط مخاوف من تفاقم المواجهات وازدياد الشعور بالاستهداف، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لفتح تحقيق مستقل يوضّح ما جرى.