سكرتير الجبهة: غياب النواب عن التصويت خطأ وندعو منصور عباس لحضور مجلس الجبهة

تصاعد التوتر بين الجبهة والموحدة على خلفية التصويت في الكنيست وشبيطة يدعو إلى طيّ الصفحة واستئناف الحوار لتوحيد الصف العربي

محمد مجادلة, سناء حمود|
شهد المشهد السياسي العربي إسرائيل أمس الأربعاء توتراً جديداً بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية الموحدة، وذلك عقب تغيب عدد من النواب عن التصويت على مشروع قانون ضمّ الضفة الغربية الذي مرّ بالقراءة التمهيدية ّ بفارق صوت واحد فقط.
وبرر النواب المتغيبون غيابهم بـ"أعذار صحية" أو "اتفاقات معاوضة" مع أعضاء من الائتلاف، إلا أن جهات من القائمة الموحدة اتهمت النائب أيمن عودة بالتنسيق مع أطراف من حزب سموتريتش، الأمر الذي فجّر سجالاً واسعاً بين القائمتين.
سكرتير الجبهة: غياب النواب عن التصويت خطأ وندعو منصور عباس لحضور مجلس الجبهة
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
12:08
وأدى ذلك الى تبادل اتهامات بين الجبهة والموحدة، ففي حين صرّح مصدر من الموحدة بأن "كافة نواب كتلة القائمة العربية الموحدة تواجدوا وصوّتوا ضدّ مشاريع القوانين العنصرية، باستثناء النائبة إيمان خطيب ياسين التي يعرف الجميع أنها في خضم مسار علاجي جراء وعكة صحية ألمّت بها منذ فترة"، مضيفا أن "شتّان ما بين التزام نواب الموحدة وعملهم الدؤوب لصدّ مشاريع القوانين العنصرية، وبين من يتغيّب بسبب رحلات عابرة للقارات وينسّق مع سمحا روتمان وزملاء سموتريتش وبن غفير".
وفي المقابل، ردّ مصدر آخر من الجبهة بالقول: "نستبعد أن يكون مجلس الشورى للحركة الإسلامية مطلعا على التهجم الأخير علينا ممن يدعون أنهم مصادر في الموحدة، إذ أن هنالك تقدما إيجابيا نحو القائمة المشتركة ومن يقف خلف هذه التسريبات هم على ما يبدو قادة متنفذون في الحركة الإسلامية يحاولون عرقلة المسعى نحو الوحدة المرجوة والتي لن نتنازل عنها".

شبيطة: نرفض أي اتهامات بالتعاون مع اليمين

وفي مقابلة خاصة عبر راديو الناس، ردّ السكرتير العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أمجد شبيطة، على هذه الاتهامات قائلاً: "نحن نرفض بشكل قاطع أي اتهام يربط بين نواب الجبهة وأي تنسيق مع أحزاب اليمين. النائب أيمن عودة أوضح بنفسه أنه كان خارج البلاد، وقد تمّ ترتيب معاوضة مسبقة تضمن التوازن في التصويت."
وأضاف شبيطة: "رغم ذلك، نقرّ بأن التغيب في لحظات كهذه كان خطأً، ونعترف به، ونتعهد بألا يتكرر. من الطبيعي أن تخطئ الأحزاب أحياناً، والمهم هو أن تكون لديها الشجاعة للاعتراف بالخطأ."

"جهات بالموحدة تسعى لافتعال الأزمات"

وأكد شبيطة أن الجبهة ما زالت متمسكة بمشروع القائمة المشتركة، مشيراً إلى أن هناك "جهات داخل الموحدة تسعى إلى افتعال أزمة مع الجبهة والعربية للتغيير"، معتبراً أن الهدف من ذلك هو "إفشال الجهود لإعادة إقامة القائمة المشتركة".
وقال بهذا الخصوص: "منذ شهر تموز دعونا إلى عقد اجتماعات رباعية بين مركّبات الأحزاب العربية، وقدّمنا خارطة طريق بالتعاون مع العربية للتغيير لتذليل العقبات أمام القائمة المشتركة. لكن هناك في الموحدة من يخشون أن تعيق القائمة المشتركة فرصهم في دخول الائتلاف الحكومي، وهذا سبب جوهري للتعثر الحالي."
وأوضح شبيطة أن الخلاف ليس بين الأحزاب العربية بقدر ما هو مرتبط بمواقف الأحزاب الصهيونية من إمكانية عودة القائمة المشتركة، قائلاً: "المشكلة الحقيقية ليست بين الجبهة والموحدة، بل بين الموحدة وبين أحزاب اليمين واليسار في إسرائيل التي لا ترحب بخوض الموحدة الانتخابات ضمن قائمة تضم الجبهة أو التجمع."
وفي رده على الاتهامات التي وجهتها مصادر من الموحدة بشأن "تنسيق الجبهة مع شخصيات يمينية"، قال شبيطة بنبرة حازمة: "من كتب بيان الموحدة بالأمس أراده أن يشعل حرباً بيننا وبينهم. نحن لن ننجر إلى هذا المستوى، لأن مسؤوليتنا أمام مجتمعنا أكبر بكثير من الدخول في مهاترات إعلامية."

"ندعو للقاء عاجل بين الأحزاب"

وأكد سكرتير الجبهة أن الحزب ما زال متمسكاً بخيار الوحدة رغم الخلافات، قائلاً: "نحن لم نتنازل بعد عن السعي لتشكيل القائمة المشتركة. عقدنا جلستين فقط منذ يوليو، ولا مبرر لتجميد الحوار كل هذا الوقت. قدمنا كل ما يلزم من مرونة، بينما لم تقدّم الأطراف الأخرى تصوراً واضحاً حتى الآن."
وفي ختام المقابلة، دعا شبيطة إلى عقد لقاء عاجل بين قادة الأحزاب العربية، قائلاً: "أنا مستعد أن نجلس اليوم قبل الغد. هناك ندوتان في كفر قاسم اليوم، وبعدها يمكن أن نلتقي في الناصرة أو أي مكان آخر. يوم السبت لدينا مجلس قطري للجبهة الديمقراطية، وإذا جئنا باقتراح لتشكيل قائمة مشتركة، فسيُصادق عليه خلال يومين فقط."
وختم حديثه بدعوة مفتوحة إلى جميع الأطراف، بما فيهم النائب منصور عباس: "الجلسة الأولى من المجلس القطري مفتوحة للجميع، من الساعة الثالثة والنصف حتى الرابعة والنصف. نرحب بكل من يريد المشاركة. رغم الانتقادات والخلافات، نحن نرى بالموحدة وبمنصور عباس شركاء في مواجهة العنصرية، ونأمل أن ينظروا إلينا بالمنظور ذاته. ونحن ندعوهم للمشاركة"
واختتم شبيطة حديثه بنصيحة وجهها إلى جميع القوى السياسية العربية قائلاً: "من الخطأ أن تُنقل الخلافات الداخلية إلى الشارع. الناس تحتقر من يفتعل الأزمات. أيدينا ممدودة، ونحن قادرون على تجاوز الخلافات إذا توفرت النوايا الصادقة."