إشادة أميركية بالحوار مع إيران: خطوة نحو تفاهم مشترك

وذكر البيان الأمريكي أن الطرفين اتفقا على مواصلة المحادثات خلال لقاء جديد يُعقد يوم السبت المقبل،

راديو الناس|
في تطور دبلوماسي لافت، أعلن البيت الأبيض مساء السبت أن الجولة الجديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران التي عُقدت في سلطنة عُمان جرت في "أجواء إيجابية"، مشيرًا إلى أن الاتصال المباشر بين المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، يُعتبر خطوة إضافية نحو التوصل إلى اتفاق مشترك يخدم مصالح الطرفين.
1 عرض المعرض
المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف
المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف
المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف
(فلاش90)
وذكر البيان الأمريكي أن الطرفين اتفقا على مواصلة المحادثات خلال لقاء جديد يُعقد يوم السبت المقبل، ما يشير إلى بوادر أولية لرغبة مشتركة في التقدم بالمسار التفاوضي.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" قد نقلت أن المفاوضات، التي استمرت لساعتين ونصف بشكل غير مباشر، اختُتمت باتصال مباشر قصير بين ويتكوف وعراقتشي، جرى في حضور وزير خارجية سلطنة عُمان، الذي لعب دور الوسيط في هذه الجولة الحساسة من الحوار.
وأكدت مصادر إيرانية أن المباحثات ركزت على التمهيد لاتفاق نووي جديد، في وقت صرّح فيه أحد أعضاء الوفد الإيراني أن "الأجواء العامة كانت إيجابية، ولكن لا يُتوقع استمرار المحادثات في اليوم التالي".
من جهته، صرّح مسؤول أمريكي لصحيفة "واشنطن بوست" أن اللقاء الأول بين الوفدين جاء "لاستكشاف إمكانية التفاهم وتحديد المسارات التي يمكن البناء عليها"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الفجوات بين مواقف الجانبين لا تزال "كبيرة جدًا".
وكان الوفدان الأمريكي والإيراني قد وصلا صباح السبت إلى العاصمة العمانية مسقط، حيث بدأت المحادثات عند الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت إسرائيل. وقاد ويتكوف الوفد الأمريكي، فيما ترأس عباس عراقتشي الوفد الإيراني، بينما أدّى وزير الخارجية العماني دور الوسيط.
وتُعد هذه الجولة أول محاولة جادة من إدارة ترامب الحالية لإجراء مفاوضات مباشرة مع طهران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عام 2018 وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على الجمهورية الإسلامية.
ورغم ما تم الإعلان عنه من اتصال مباشر، لا تزال هناك تباينات بشأن طبيعة اللقاءات. ففي حين تؤكد مصادر أمريكية نية الطرفين عقد لقاءات وجهًا لوجه، تصر إيران على أن مشاركتها تقتصر على محادثات غير مباشرة عبر وسطاء.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحيفة ذاتها: "هذه مجرد بداية، وإذا سارت الأمور كما نأمل، قد نبدأ لاحقًا مناقشة قضايا فنية يمكن أن تؤدي إلى تفاهمات أوسع"، لكنه أقر بإمكانية انهيار المحادثات بسهولة في حال تصاعد الخلاف حول أجندة النقاش.
ومن بين أبرز العقبات التي تُهدد نجاح المسار التفاوضي هو الخلاف العميق حول نطاق الاتفاق المرتقب. وحذر الدبلوماسي الإيراني السابق حسين موسويان، في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست"، من أن أي مطلب أمريكي لتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني سيقضي على فرص التوصل لاتفاق، مشيرًا إلى أن إيران تسعى لاتفاق محدود يمكن التوصل إليه سريعًا.
وأضاف موسويان أن "النموذج الليبي"، الذي يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي تخلّى بموجبه العقيد معمر القذافي عن برنامجه النووي طوعًا عام 2003، "أبعد بكثير مما يمكن أن تقبل به إيران"، معتبرًا أن أي ضغط في هذا الاتجاه قد ينسف المفاوضات من أساسها.