"المدينة الإنسانية" تثير الجدل في غزة: تعب شعبي وتساؤلات حول النوايا الإسرائيلية

التحرك الإسرائيلي في رفح لا يزال في مراحله الأولى، لكنه يسلّط الضوء على تصاعد معركة الروايات بين إسرائيل وسكان القطاع بشأن مستقبل غزة بعد الحرب. وبين من يراه مخرجًا إنسانيًا

2 عرض المعرض
طوابير الانتظار للحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة
طوابير الانتظار للحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة
طوابير الانتظار للحصول على مساعدات إنسانية في قطاع غزة
(فلاش 90)
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي كاتس أن إسرائيل بصدد إقامة "مدينة إنسانية" جديدة بين محوري موراغ وفيلادلفي جنوب رفح، تهدف، بحسب الرواية الإسرائيلية، إلى فصل السكان المدنيين عن حماس. الخطوة قوبلت بردود فعل غاضبة من داخل قطاع غزة، حيث اعتبرها كثيرون محاولة لخلق واقع بديل وفرض تهجير جديد تحت غطاء إنسان
خطوة تفتقر للرؤية الحقيقية سامي عُبيد، أحد سكان غزة، قال لقناة 12 الإسرائيلية: "هذه مجرد أفكار سخيفة متكررة من الحكومة الإسرائيلية، هدفها الحقيقي التهجير والتجويع والقتل تحت حجة التخلص من حماس، رغم وجود وسائل أخرى لا تضر بالمدنيين". كريم، مواطن آخر من غزة، وصف المبادرة بـ"الفاشلة"، مؤكدًا أن إسرائيل "تفتقر لأي رؤية حقيقية، وكل ما تفعله يؤدي إلى مزيد من المعاناة دون التأثير على حماس".
2 عرض المعرض
ياسر أبو شباب من رفح
ياسر أبو شباب من رفح
ياسر أبو شباب من رفح
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
ما بين مؤيد ومعارض وفي المقابل،قال أحد النشطاء الاحتجاجات ضد حماس، أبدى تأييده المشروط للمبادرة، قائلًا: "إذا وفّرت هذه المنطقة الأمن والخدمات، فقد تتيح للمدنيين العيش بكرامة بعيدًا عن الحرب، لكن إذا توقفت الحرب ورحلت حماس، فالأفضل أن يعود كل شخص إلى بيته". أما ياسر أبو شَبّاب، أحد القياديين المحليين في رفح والشخصيات المشبوهة كما يعتبرها الغزيون، فغرّد بصورة للأقمار الصناعية للمدينة، قائلاً: "سنُعيد بناء رفح من جديد، من دون استغلال ولا عنف، بل على أساس العدالة والأمن". الناشط العزّي علي الحكيم حذّر من "مشروع تهجير ناعم" يتم تنفيذه تدريجيًا، عبر إنشاء ما سماه "واقعًا سياسيًا وأمنيًا بديلاً بإشراف وتمويل إسرائيلي"، مشيرًا إلى تشكيل مجموعات محلية مسلّحة لضبط النظام وفق المصالح الإسرائيلية. وأكد أن "المدينة الإنسانية" قد تكون غطاءً لتطبيق خطة ترحيل أوسع، خصوصًا إذا لم تُواجه بخطاب واضح وكشف تفاصيلها مبكرًا.
خلاصة التحرك الإسرائيلي في رفح لا يزال في مراحله الأولى، لكنه يسلّط الضوء على تصاعد معركة الروايات بين إسرائيل وسكان القطاع بشأن مستقبل غزة بعد الحرب. وبين من يراه مخرجًا إنسانيًا، وآخرين يرونه بداية لواقع مفروض، تبقى الأرض هي مَن ستقول الكلمة الفصل.