قصة مؤلمة أعادت هذا السؤال إلى الواجهة، بعد أن فقدت طفلة صغيرة إحدى عينيها بسبب قبلة بريئة من أحد الأقارب، نقلت لها عدوى الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus – HSV-1) – ما يُعرف ايضًا بـ “قرحة البرد"، وهي الفقاعات التي تظهر عادةً حول الشفاه.
ما بدأ بمجرّد قبلة، تحوّل إلى مضاعفات مأساوية: العدوى أصابت العين مباشرةً، مسبّبةً التهابًا حادًّا وأضرارًا غير قابلة للعلاج في الشبكية، انتهت بفقدان دائم للرؤية في إحدى العينين.
يحذّر الأطباء مرارًا وتكرارًا من أن هذا الفيروس وإن كان شائعًا بين البالغين، إلا أنه قد يُشكّل خطرًا كبيرًا على الرضّع وحديثي الولادة نظرًا لضعف مناعتهم وصعوبة تصدّي أجسامهم للفيروس. وفي حال تأخر التدخل الطبي، قد تتفاقم الحالة لتصل إلى التهابات خطيرة في القرنية، تلف دائم في الأعصاب البصرية، بل وحتى فقدان كامل للبصر.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من67% من سكان العالم تحت سنّ الـ 50 يحملون فيروس الهربس من النوع الأول (HSV-1)، وغالبًا دون معرفتهم. من هنا فإنّ الفيروس قد يبقى خاملًا لسنوات ويظهر فقط عند ضعف المناعة أو التوتر، ممّا يجعل خطر نقله دون علم الشخص المصاب أمرًا واردًا جدًا.
المتخصصون يؤكّدون: إذا كنت مصابًا بقرحة برد ظاهرة — حتى وإن بدت "خفيفة"، فلا تقبّل الأطفال ولا تلامسهم عن قرب. الهربس لا يحتاج لأكثر من لمسة واحدة.