مع اقتراب احتمال توسيع العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، أفادت مصادر فلسطينية بوقوع غارات مكثفة شنها الجيش الإسرائيلي ظهر اليوم على عدة مناطق في شمال القطاع، منها مدينة غزة، جباليا وبيت لاهيا. ووفقًا لتقارير محلية، قُتل منذ صباح اليوم ما لا يقل عن 115 شخصًا جراء هذه الهجمات.
وتأتي هذه التطورات في ظل أنباء عن تعثر المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة بشأن صفقة تبادل أسرى، حيث ترفض حركة حماس الموافقة على "مقترح ويتكوف" الذي طرحته إسرائيل، وتُصر على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن التزامًا إسرائيليًا بإنهاء الحرب.
وأكدت مصادر إسرائيلية أنه لا يوجد تقدم ملموس في المفاوضات، رغم استمرار المحادثات وبقاء الوفد الإسرائيلي في الدوحة. وصرّح مصدر إسرائيلي أن "في حال عدم التوصل إلى اتفاق قبل مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة غدًا، ستبدأ عملية مركبات جدعون في غزة".
من جهتها، أعلنت حركة حماس أن إطلاق سراح المختطف عِدان ألكسندر جاء كمبادرة "إنسانية"، تهدف إلى تخفيف المعاناة، وجاءت بالتنسيق مع الوسيط الأمريكي. ودعت إلى "وقف العدوان وفتح المعابر فورًا"، محذّرة من أن "فشل هذه الخطوات سيؤثر سلبًا على مفاوضات صفقة التبادل".
في موازاة ذلك، ذكرت وسائل إعلام لبنانية مقربة من حزب الله أن غارة إسرائيلية استهدفت منطقة في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة آخر، باستخدام طائرة مسيّرة.
وفي غزة، لا يزال مصير محمد الِسنوار، الذي تقول إسرائيل بأنه قائد الجناح العسكري لحماس، مجهولًا بعد محاولة اغتيال استهدفته في خان يونس قبل يومين. وذكرت مصادر فلسطينية أن 54 شخصًا قُتلوا ليلة أمس في غارات جنوب القطاع، بعضها بالقرب من المستشفى الأوروبي، حيث يُعتقد أن السِنوار كان يتحصن في نفق تحت الأرض.
وواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية كثيفة على أنحاء متفرقة من القطاع، خصوصًا في وسطه وشماله، مع إعلان سيطرته الميدانية على غالبية مناطق مدينة رفح. وصرّح متحدث باسم الجيش أن الغارات الأخيرة تستهدف "تدمير بنى تحتية حيوية لحماس، ومراكز قيادة وسيطرة مخفية تحت منشآت مدنية مثل المستشفيات".
بدورها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش إسرائيل باستخدام الحصار المفروض على غزة كـ"أداة للإبادة"، مشيرة إلى منع دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس.
وفي سياق ميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات لواء القدس (اللواء 16) أنهت عملياتها في مناطق الشجاعية والدرج والتفاح شمال غزة، حيث دمّرت أكثر من 600 هدف تابع لحماس، من بينها أنفاق ومخازن أسلحة.
وأشارت التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن السنوار وعددًا من قادة حماس، من ضمنهم المتحدث العسكري "أبو عبيدة"، كانوا على الأرجح في النفق الذي استُهدف بغارات شديدة استخدمت فيها نحو 40 قنبلة خارقة للتحصينات.