اعتقلت الشرطة نحو 10 أشخاص من مدينة يافا، مساء اليوم (الأحد)، وذلك على خلفية احتجاجهم ضد الاعتداء العنصري الذي تعرضت له سيدة وطفلتها من المدينة من قبل شبان يهود، مساء أمس، فيما ادعت الشرطة أن الاعتقال جاء بسبب "تصرفات من شأنها تهديد سلامة الجمهور".
كما أعلنت الشرطة، عصر اليوم، نيتها تقديم استئناف على قرار المحكمة الإفراج عن الشيخ عصام سطل، نائب رئيس الهيئة الإسلامية المنتخبة في مدينة يافا، ما يعني إبقاءه رهن الاعتقال إلى حين عقد جلسة جديدة يوم غد في المحكمة المركزية في تل أبيب.
وقال المحامي رمزي إكتيلات، المترافع عن الشيخ سطل، في مقابلة مع راديو الناس، إن الشرطة أبلغت طاقم الدفاع بنيتها الاستئناف قرابة الساعة الثالثة عصرًا، معتبرًا هذه الخطوة «التفافًا واضحًا على قرار المحكمة بالإفراج».
إكتيلات: الشرطة تعتقل نشطاء وتداهم بيوت وتستأنف على قرار الإفراج عن عصام صطل في يافا
استوديو المساء مع شيرين يونس
07:44
وأضاف إكتيلات: «عمليًا، إعلان نية الاستئناف هو التفاف على قرار قضائي صدر بعد أن تبيّن للمحكمة أن طلب تمديد الاعتقال قُدّم دون ملف حقيقي أو أدلة كافية تبرر استمرار احتجاز الشيخ». وأوضح أن ملف الشرطة «احتوى على ترجمات مشوّهة وخاطئة، وتشويه متعمّد لمعاني ومضامين الخطاب الذي ألقاه الشيخ، في محاولة لبناء شبهات لا أساس لها».
خلفية الاعتقال
وبحسب إكتيلات، فإن الاعتقال جاء على خلفية كلمة ألقاها الشيخ عصام سطل خلال وقفة احتجاجية نُظّمت أمس في مدينة يافا، عقب اعتداء نفّذه مستوطنون على المواطنة حنان خيمل وأطفالها في حي العجمي. وأشار إلى أن الخطاب حمّل الجهات الرسمية مسؤولية ما يجري، بما في ذلك بلدية تل أبيب، التي «غذّت على مدار سنوات بؤرًا استيطانية داخل المدينة»، إضافة إلى الشرطة التي «تتقاعس عن أداء دورها في حماية السكان العرب».
وقال في هذا السياق: «المفارقة الصارخة أن من نفّذ الاعتداء الإرهابي داخل الأحياء العربية ما زال حرًا طليقًا، بينما من طالب بتطبيق القانون والنظام هو من يقبع في الاعتقال».
اتهامات بتسييس عمل الشرطة
وحول فرص رفض استئناف الشرطة، أعرب إكتيلات عن تشاؤمه من طريقة تعامل الشرطة مع الملف، قائلًا: «ما لمسناه اليوم يؤكد وجود نية مبيّتة للاستئناف حتى قبل صدور قرار الإفراج، وهذا يدل على اعتبارات سياسية توجه عمل الشرطة».
وأضاف: «هذه الشرطة باتت ذراعًا سياسية للوزير إيتمار بن غفير، الذي عبّر صباح اليوم عن فخره بهذا الاعتقال، رغم أن المحكمة فحصت الأدلة وقررت بوضوح عدم وجود أساس قانوني لاستمرار الاحتجاز». وأكد أن طاقم الدفاع «سيتصدى لهذا النهج القائم على معايير سياسية»، مشددًا على رفضه القاطع لهذا المسار.
تصعيد ميداني واعتقالات إضافية
وفي سياق متصل، كشف إكتيلات عن تصعيد ميداني في مدينة يافا، تمثل في اعتقال ثلاثة شبان خلال الساعات الأخيرة، إضافة إلى مداهمة منزل أحد أعضاء الهيئة الإسلامية المنتخبة.
وأوضح أن الهيئة الإسلامية في يافا «جسم أهلي منتخب بشكل ديمقراطي قبل أسبوعين فقط، ويتمتع بشرعية شعبية واسعة مستمدة من آلاف الأصوات»، مشيرًا إلى أن الشيخ عصام صطل يشغل منصب نائب رئيسها.
وقال: «نرى في اعتقال الشيخ سطل اعتداءً مباشرًا على الشرعية التي منحها أهالي يافا لهذه الهيئة لرعاية شؤونهم وتمثيلهم، وهو في جوهره اعتداء على سكان يافا جميعًا».
احتجاج قانوني وسلمي
وشدد إكتيلات على أن أهالي يافا سيواصلون الاحتجاج السلمي والقانوني ضد ما وصفه بـ«تقاعس الشرطة عن اعتقال الجناة المعروفين بالاسم والصورة»، محذرًا من أن «سياسة الاعتقالات الجماعية بحق الشباب لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر».
وختم بالقول: «ما يجري يؤكد وجود توجه سياسي خطير في التعامل مع أهالي يافا، ومحاولة لإشعال المدن المختلطة، وعلى رأسها مدينة يافا، وهو أمر نرفضه رفضًا قاطعًا».



