مع اقتراب موسم الرحلات والسفر، توصي عيادات المسافرين في البلاد بعدم الاكتفاء بالتحصين قبل السفر إلى آسيا أو إفريقيا فقط، بل بضرورة التحقق من اللقاحات المطلوبة حتى عند التوجه إلى وجهات في أوروبا والولايات المتحدة، وذلك في ظل تزايد تفشي وانتقال أمراض كان يُعتقد أنها اختفت.
برنامج لقاحات فردي لكل مسافر
مديرة عيادة المسافرين في مستشفى بيلينسون التابع لـ"كلاليت"، د. تمار غوستمان، أوضحت أن "برنامج اللقاحات يُعد بشكل فردي لكل مسافر، بناءً على وجهة الرحلة وم
دتها، وعوامل مثل العمر والتاريخ الطبي والحالة المناعية".
التهاب الدماغ: خطر في شمال وشرق أوروبا
وأضافت أنه في بعض المناطق السياحية في أوروبا، مثل الغابة السوداء في ألمانيا، شمال النمسا، غابات الدول الاسكندنافية، ليتوانيا وإستونيا، يُنصح بتلقي لقاح ضد التهاب الدماغ المنقول عبر القراد (Tick-borne encephalitis)، وهو مرض قد يبدأ بأعراض خفيفة تشبه الإنفلونزا – مثل الحمى، الصداع، الغثيان والقيء – لكنه قد يتطور إلى التهاب في أغشية الدماغ أو النخاع الشوكي ويؤدي إلى شلل أو حتى وفاة في 1-2% من الحالات.
فيروس شيكونغونيا: من إفريقيا إلى جنوب أوروبا
كما حذّرت من مرض "شيكونغونيا" (Chikungunya) الفيروسي الذي انتقل من آسيا وإفريقيا إلى دول في جنوب أوروبا، مثل اليونان، إيطاليا، جنوب فرنسا وإسبانيا، وينتقل عبر البعوض ويتسبب في آلام بالمفاصل وارتفاع حرارة الجسم وصداع. ولا يوجد لقاح ضد المرض، لذا يُنصح بالوقاية من لدغات البعوض.
الحصبة: آلاف الإصابات في رومانيا وأمريكا
أما مرض الحصبة، فقد تم رصد أعداد كبيرة من الحالات في رومانيا (نحو 29,000 إصابة) وولاية تكساس الأمريكية (حوالي 650 حالة بينها حالتا وفاة)، إضافة إلى مئات الإصابات في فرنسا، إيطاليا وألمانيا.
في إسرائيل، تم تشخيص 11 حالة في الأسابيع الأخيرة، لكن العدد يُعتبر مستقرًا، وتشمل أعراض الحصبة سيلان الأنف، السعال، الحمى، الضعف العام، التهاب العينين، طفح جلدي أحمر، وأحيانًا بقع في الفم.
وذكّرت غوستمان أن لقاح الحصبة مشمول في برنامج التطعيم الوطني في إسرائيل، ولكن يُوصى بالتشاور الطبي قبل السفر مع عيادات المسافرين لتقييم الحاجة للقاح لدى الرُضّع دون سنة والمراهقين والبالغين الذين لم يتلقوا الجرعتين.
أدوية وقائية
إلى جانب اللقاحات، توفّر العيادات وصفات لأدوية وقائية من أمراض مثل الملاريا، داء المرتفعات، والإسهال. وتُعد الملاريا الأخطر بين أمراض المسافرين، إذ تُصيب مئات الآلاف سنويًا – معظمهم في إفريقيا – وتسبب الوفاة عند عدم علاجها. ولا يوجد لقاح لها، بل تُستخدم أدوية وقائية والتوعية بالأعراض.
واختتمت غوستمان بالإشارة إلى أن الرحلات إلى تايلاند، الهند، سريلانكا، وأمريكا الجنوبية تتطلب غالبًا لقاحات ضد التيفوئيد، التهاب الدماغ الياباني، داء الكلب، التهاب الكبد A وB، وحمى الضنك، حيث تنتقل الأخيرة عبر البعوض وقد تصبح شديدة الخطورة في حالة الإصابة بها للمرة الثانية.