مصادر إسرائيلية تتحدث عن مصاعب في محادثات الدوحة وتتهم حماس بالتعنّت

أسبوعان من محادثات الدوحة للتوصل الى تهدئة واتفاق تبادل دون أي تقدم ومصدر إسرائيلي يتهم حماس بـ"التعنّت مقابل المرونة الإسرائيلية"

1 عرض المعرض
فريق الصليب الأحمر في دير البلح وسط غزة لاستلام المختطفين
فريق الصليب الأحمر في دير البلح وسط غزة لاستلام المختطفين
فريق الصليب الأحمر في دير البلح وسط غزة لاستلام المختطفين
(Flash 90)
قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع اليوم الجمعة إن حركة حماس تُماطل في الرد على مقترح جديد قدمته الوساطات الدولية لإسرائيل والحركة، في إطار مفاوضات التهدئة وصفقة التبادل الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.
وأضاف المصدر أن "الوفد الإسرائيلي أبدى مرونة كبيرة وقطع شوطًا مهمًا في المفاوضات، لكن تعنّت حماس يثير الشكوك حول مدى جديّتها". وتابع: "نحن نقترب من نقطة الحسم، إلا أن حماس تضع عراقيل، خصوصًا فيما يتعلق بمفاتيح ملف المختطفين مقابل الأسرى".
وأشار إلى أن الوفد الإسرائيلي متواجد في الدوحة منذ 12 يومًا، وسط صعوبات كبيرة، وأن حماس تتصرف وكأن الوقت لصالحها، لكنه حذر من أن الواقع الميداني "سيُثبت لها العكس".

أسبوعان من المحادثات: لا تقدم

ورغم مرور قرابة أسبوعين على انطلاق المفاوضات، أوضح المصدر أن قضايا رئيسية ما تزال عالقة، من بينها آليات تقديم المساعدات الإنسانية لغزة، وانتشار القوات الإسرائيلية في القطاع، وطبيعة المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار التي تمتد لـ60 يومًا. كما أكد أن مسألة تحديد أسماء الأسرى الذين سيُفرج عنهم لم تُطرح بعد للنقاش، مشيرًا إلى أن "إسرائيل ليست هي من يقرر من سيتم إطلاق سراحه"، على حد تعبيره.
وكانت تسريبات من جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) الليلة الماضية قد تحدثت عن "تفاؤل حذر" بقرب التوصل إلى اتفاق، وأشارت إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أبدى مرونة ملحوظة في قضية الانسحاب، وأن الكرة الآن في ملعب حماس.

"مرونة إسرائيلية دون مرونة من حماس"

وأوضح أن الوفد الإسرائيلي يعمل بشكل متواصل منذ نحو أسبوعين بالتعاون مع الوسطاء، وأن قناة محادثات إضافية فُتحت مؤخرًا في القاهرة بشأن القضايا الإنسانية، بمشاركة أمريكية فعالة.
وشدد على أن "المرونة الإسرائيلية لا تقابلها مرونة من طرف حماس، وتعنتها يطرح تساؤلات جدية حول نواياها". وأضاف: "عندما بدأنا مناقشة قضايا غير الأسرى، بدأت المماطلة والتسويف، مما يعيق تقدم المباحثات".
وأشار إلى أن الوفد الإسرائيلي لا يزال في الدوحة، ويأمل بوصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف للمساعدة في إتمام الصفقة. وقال: "مقاربتي واقعية. إذا أرادت حماس التقدم نحو اتفاق، فعليها اتخاذ القرار الآن. الوضع الميداني يتفاقم وليس في صالحها، وما يمكن تحقيقه اليوم قد لا يكون ممكنًا غدًا".
وأكد المصدر أن إسرائيل تتمتع بدعم أمريكي كامل، في حين لا تحظى حماس بأي دعم دولي. وكشف أن المقترح الجديد من الوسطاء وصل عند الساعة الثانية فجرًا، وأن إسرائيل تدرسه بجدية، لكنها لم تتلقَ ردًا من حماس حتى الآن، رغم إبداء إسرائيل مرونة في خطوط الانتشار والانسحاب.

حماس: القضايا الجوهرية عالقة

وفي المقابل، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين في حماس أن القضايا الجوهرية لا تزال عالقة، وأنه لم يتم إحراز اختراق حقيقي حتى الآن، مشيرَين إلى خلافات مستمرة بشأن خرائط الانسحاب التي قدمتها إسرائيل، وآلية إدخال المساعدات إلى غزة، وضمانات وقف إطلاق النار وتحويله إلى نهاية دائمة للحرب.
يُذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى اليوم اتصالًا مع البابا ليو الرابع عشر، وأكد له أن المفاوضات "تحقق تقدمًا"، وأن الأطراف "تقترب من اتفاق"، بحسب بيان صادر عن مكتبه. وأضاف البيان أن نتنياهو "أطلع البابا على جهود إسرائيل للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، لكنها لم تلقَ حتى الآن تجاوبًا من طرف حماس".