في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حذر مراقبون من أن إسرائيل تقترب بسرعة من العزلة الدولية، وسط موجة انتقادات وقرارات متصاعدة من دول غربية تعتبر أن الحرب تجاوزت الخطوط الحمراء.
يأتي ذلك فيما صادق البرلمان الإسباني، مساء اليوم (الثلاثاء)، على النظر في مقترح حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل، فيما أكدت وسائل إعلام هولندية أن الحكومة الهولندية حصلت على دعم كافٍ داخل الاتحاد الأوروبي لإجراء نقاش رسمي بشأن إمكانية إلغاء اتفاق الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل، وذلك على خلفية استمرار القيود الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
المفوض الأوروبي: قرار قابل للتراجع
وأوضحت نائبة المفوض الأوروبي، كايا كالاس، أن "القرار قابل للتراجع" إذا ما غيّرت إسرائيل من سياساتها، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 17 دولة دعمت الاقتراح الهولندي، مقابل 9 دول عارضته.
وأضافت: "الوضع في غزة لا يمكن استمراره، ويجب إدخال مساعدات إنسانية فورًا".
أما رئيس الوزراء الفرنسي، فرنسوا بايرو، فأكد أن التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية،"لن يتوقف"، مشيرا إلى انه "للمرة الأولى، قررت ثلاث دول كبرى هي بريطانيا وفرنسا وكندا الاعتراض معا على ما يحدث في قطاع غزة وأن تعترف معا بدولة فلسطين".
هولندا: مراجعة شاملة للاتفاق مع اسرائيل
بدوره، قال وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فلدكامب، الذي شغل سابقًا منصب سفير بلاده في تل أبيب، إن بلاده ترى في منع دخول المساعدات "كارثة وانتهاكًا للقانون الدولي"، ودعا إلى "مراجعة شاملة" للاتفاق مع إسرائيل، مستشهدًا بالبند الثاني من الاتفاق الذي يتيح تعليقه في حال ثبتت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
ورغم أن خطوة مناقشة الاتفاق لا تتطلب إجماعًا، فإن إلغاءه فعليًا سيتطلب توافقًا سياسيًا واسعًا، خصوصًا من دول كألمانيا وإيطاليا التي لا تزال داعمة لإسرائيل.
تصاعد المقاطعة الصامتة
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء عن إدخال 93 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بعد إجراء فحص أمني دقيق، وبحسب الجيش شملت الشحنات طحينًا، أغذية للأطفال، معدات طبية وأدوية.
وفي تعقيبه على التحركات الغربية، وصف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية الوضع بأنه "الأسوأ على الإطلاق"، محذرًا من تصاعد المقاطعة الصامتة ضد إسرائيل. وأضاف: "العالم يرى صور موت ودمار فقط منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ولم تعد لديه طاقة للصبر".
فخ دبلوماسي؟
بدورها، وصفت مصادر دبلوماسية إسرائيلية الخطوات الأوروبية بأنها "فخ دبلوماسي تم إحباطه"، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي أجرى اتصالات مكثفة مع نظرائه الأوروبيين لمنع اتخاذ قرارات أكثر حدة، مشددين على أن "اللغة في القرارات الحالية لا تشمل تعليق الاتفاق فعليًا، بل تتحدث عن مراجعة".
توسيع العملية البرية بغزة
من جانبه، قال الرئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زمير، خلال جولة ميدانية في غزة إن "حماس ستدفع ثمن رفضها للاتفاق"، مضيفًا أن الجيش سيوسع عملياته العسكرية حتى تحقيق الحسم.
يذكر أن الاتفاق المهدد بالإلغاء، وُقّع عام 1995 ودخل حيز التنفيذ عام 2000، ويشكّل الإطار القانوني للعلاقات المتعددة الجوانب بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، بما يشمل التعاون الاقتصادي، السياسي، الصحي، الثقافي والاجتماعي.
First published: 21:18, 20.05.25