"آثرت ألا تغيب عن عملها رغم وعكة صحية": عرابة تودّع المربية حشمة كناعنة

رئيس قسم المعارف تحدث لراديو الناس عن التفاصيل الأخيرة قبل وفاة المربية حشمة داخل مدرسة في مدينة عرابة إثر تعرضها لجلطة

محمد مجادلة, سناء حمود|
1 عرض المعرض
المربية حشمة كناعنة
المربية حشمة كناعنة
المربية حشمة كناعنة
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
تحدث علاء نصار، مدير قسم المعارف في بلدية عرابة، عن وفاة المربية الفاضلة حشمة، مقدماً التعازي الحارة لعائلتها وللمجتمع المحلي بأكمله في حديث خاص لراديو الناس.
ويخيّم الحزن على مدينة عرّابة بعد وفاة المربية حِشمة خالد كناعنة أبو ريا التي فارقت الحياة إثر نوبة قلبية مفاجئة أثناء الدوام المدرسي في مدرسة ابن رشد في المدينة.
وقال نصار: "بداية، الله يرحم الاستاذة والمربية حشمة ويصبر عائلتها والبلد بأكمله".

تفاصيل الحادث

رئيس قسم المعارف تحدث عن التفاصيل الأخيرة قبل وفاة المربية حشمة داخل مدرسة في مدينة عرابة
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
03:37
وأوضح نصار أن الفقيدة كانت أستاذة متميزة ذات خبرة طويلة في مجال التربية والتعليم، وتؤدي مهنتها المقدسة بكل تفانٍ وإخلاص، حتى في ظروفها الصحية الصعبة. وأضاف: "كانت أول البارحة تعاني من أوجاع معينة وقد راجعت الطبيب، وبرغم ذلك آثرت أن تحضر إلى المدرسة ولا تتغيب عن عملها".
وأشار إلى أن المربية لم تكن في الصفوف الدراسية أثناء وقوع الحادث، بل كانت بالقرب من غرفة الإدارة وغرفة المعلمين، مما جعل الحدث أقل تأثيراً على الطلاب. وتابع: "الحدث لم يشاهده الطلاب، وبرغم ذلك تدخلنا فوراً عبر قسم المعالجين النفسيين بإدارة الدكتور عماد غيث، بالتعاون مع المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور لتقديم الدعم اللازم".

تكريم ذكراها وإرثها التربوي

وتحدث نصار عن المربية حشمة وأهمية تذكّرها، قائلاً: "صراحة نذكرها كما نذكر كل المعلمين بالخير. فقد رحلت عنا جسدياً، ولكن تجاربها وإعطاؤها في المدرسة ستظل خالدة وذكرياتها الجميلة ستستمر".
وأكد مدير قسم المعارف أن البلدية وكافة الهيئات التعليمية في عرابة تقدم أحر التعازي لأهل الفقيدة وأهل البلدة كافة، مشدداً على الاستمرار في تقديم الدعم للطلاب وللعاملين في المدرسة لمواجهة الصدمة النفسية الناتجة عن الحادث.

د. سهراب مصري: صدمة كبيرة للطلاب والأهالي

د. سهراب مصري: صدمة كبيرة للطلاب والأهالي
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
07:14
د. سهراب مصري، وهي معالجة وباحثة في مجال التربية والاستشارة التربوية، تطرقت في حديثها لراديو الناس، إلى تداعيات وفاة مربية خلال دوامها المدرسي، مؤكدة أن الحادث لم يكن مجرد حدث مؤسسي، بل يمثل صدمة كبيرة أثرت في الطلاب والمعلمين والأهالي.
وقالت د. مصري: «رحم الله الفقيدة، أعزّي أهلها وأصدقاءها وزملاؤها والطلاب على هذا الحدث الصادم. هذا الحادث يعكس أعماق البنية العاطفية عند الطلاب والأهالي والمعلمين، ويذكرنا أن المعلم ليس مجرد موظف عابر، بل شخصية مؤسسة في حياة طلابه وزملائه وأولياء الأمور».
وأضافت: «التدخل في مثل هذه الأحداث يحتاج إلى حساسية عالية وتوازن بين الحزن والصدمة وبين التنظيم التربوي للمدرسة. يجب أن يتم التعامل مع الحدث بطريقة تراعي مشاعر الجميع، ولا نتوقع أن يكون تأثيره مقتصرًا على عائلة الفقيدة والزملاء المقربين فقط، بل يمتد إلى دوائر أبعد أحيانًا».
وأكدت د. مصري على أهمية اللحظات الأولى بعد الحادث، مشيرة إلى أن «طريقة تجاوب المدرسة والمجتمع والتدخل من قبل الجهات المختلفة مثل البلدية والوزارة والمستشارين التربويين والأخصائيين النفسيين، تحدد كيفية معالجة الصدمة».
وتطرقت إلى دور الأهل قائلة: «من المهم أن يتعامل الأهل مع الطالب بصدق وشفافية، مع تقديم معلومات واقعية ومطمئنة بعيدًا عن التفاصيل الصادمة التي قد تزيد من شعور الأطفال بالضغط النفسي. يجب تعزيز المشاعر الإيجابية التي كانت تربط الطالب بمعلمته».

كيف يعبّر الطلاب عن الصدمة؟

وحول ردود فعل الطلاب، أوضحت د. مصري أن «الطلاب يعبرون عن صدمتهم بطرق مختلفة؛ بعضهم يظهر الحزن والقلق والبكاء، والبعض الآخر قد يظهر سلوكيات مثل الصمت الطويل أو الضحك أو حتى السخرية، وهذه كلها ردود فعل طبيعية في ظل ظروف غير طبيعية»
وأكدت على ضرورة تكثيف الدعم والمرافقة النفسية، موضحة: «من المهم متابعة الطلاب على المدى الطويل، فبعضهم قد تظهر لديهم آثار نفسية بعد أسابيع، مثل الحزن المستمر، الغضب، اضطرابات النوم، أو مشاكل في السيطرة على التبول، وهذه مؤشرات على الضائقة العاطفية التي تستدعي التدخل».
كما شددت على دور المدرسة والسلطة المحلية والبلدية في دعم الأخصائيين النفسيين والمستشارين التربويين لتأمين بيئة آمنة للطلاب، وإعادة روتينهم تدريجيًا، مع متابعة الدوائر النفسية التي قد تظهر بعد شهر أو شهرين نتيجة الأحداث المماثلة في حياة الطالب أو المعلم.
واختتمت د. سهراب مصري حديثها بتوجيه النصائح لجميع الأطراف المعنية، مؤكدة أن الدعم النفسي المستمر والمرافقة العاطفية أساسيان في معالجة الصدمة وإعادة الأمان النفسي للطلاب والمعلمين والأهالي بعد فقدان شخصية تربوية مؤثرة.