تصاعد الأزمة الدبلوماسية: ساعر يلغي تأشيرات ممثلي أستراليا لدى السلطة الفلسطينية

أستراليا تمنع روتمان من دخول أراضيها بسبب مواقفه السياسية وساعر يرد بإلغاء تأشيرات الإقامة لممثلي أستراليا لدى السلطة الفلسطينية

1 عرض المعرض
سيمحا روتمان
سيمحا روتمان
سيمحا روتمان
(فلاش 90)
أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر قرارًا يقضي بإلغاء تأشيرات الإقامة لممثلي أستراليا لدى السلطة الفلسطينية، وذلك ردًا على سلسلة خطوات أسترالية أثارت غضب تل أبيب، أبرزها رفض منح تأشيرات دخول لوزيرة المواصلات أييليت شاكيد، ورئيس لجنة الدستور في الكنيست سمحا روتمان، إلى جانب نية كانبرا الاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية.
ووفق بيان صادر عن مكتب ساعر، فقد أبلغ الوزير السفير الأسترالي في إسرائيل بالقرار، كما وجّه سفارة إسرائيل في كانبرا لدراسة كل طلب تأشيرة رسمي مقدم من الجانب الأسترالي بشكل دقيق.
الخطوة الإسرائيلية تأتي في إطار تصعيد دبلوماسي متبادل بين تل أبيب وكانبرا، بعد إعلان الحكومة الأسترالية أنها تدرس خطوات ملموسة باتجاه الاعتراف بدولة فلسطينية، ما اعتبرته إسرائيل "مساسًا مباشرًا بشرعيتها".

روتمان: منعي من دخول أستراليا "ينسجم مع التحريض ضد اليهود"

في وقت سابق صباح اليوم، صرّح عضو الكنيست سمحا روتمان، رئيس لجنة الدستور في الكنيست، بأن الحكومة الأسترالية منعت وصوله إلى البلاد، معتبرًا القرار "أعمالًا عنصرية ومعادية للسامية تستهدف المجتمع اليهودي في أستراليا ودولة إسرائيل".
وقال روتمانفي بيان له: "هذه الاقتباسات المستفزة لي هي السبب الذي تخشاه الحكومة الأسترالية. لقد قلت: يجب تدمير حماس، ويجب تطبيق السيادة في الضفة الغربية، وإن إقامة دولة فلسطينية هي الخطوة الأولى لتدمير إسرائيل"، مؤكدًا على موقفه المتواصل: "سوف نواصل ضرب العدو ومكافحة الإرهاب بلا هوادة من أجل حماية أمن مواطني دولة إسرائيل. العالم يجب أن يقف إلى جانب الصواب في التاريخ"، وفقا لتعبيره.
وأوضح روتمان أن قرار رفض منحه التأشيرة جاء بسبب أن "حضوره وحديثه قد تؤثر سلبًا على السلام ونظام القانون في أستراليا"، مشيرًا إلى أن ذلك يُتخذ "في ظل تحريض جماهيري إسلامي يدعو لتدمير إسرائيل في شوارع سيدني وملبورن" وفقا لادعائه.
وقال: "قرار الحكومة الأسترالية منع حضوري والتحدث إلى شعبي بسبب مواقف واضحة وبسيطة هو معاداة صريحة للسامية ويعطي دعمًا للإرهاب".
وادعى روتمان أن "المجتمع اليهودي في أستراليا يتعرض لهجمات من قبل جماعات متطرفة"، وأن "المساجد هناك تحرض على قتل اليهود وتدمير إسرائيل"، مضيفا: "هذا القرار لا يستهدفني فقط، بل يستهدف الجالية اليهودية في أستراليا، ودولة إسرائيل، وشعب إسرائيل".

أستراليا تستعد للاعتراف بدولة فلسطينية

ومن المتوقع أن يؤدي تصريح روتمن الى تأزيم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي تشهد انهيارا غير مسبوق، وسط عزم رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025.
وكان رئيس الوزراء الاسترالي قد أكد أن هذا القرار يأتي في إطار دعم حل الدولتين، ووقف العنف في غزة، والإفراج عن الرهائن، مشيراً إلى أن الاعتراف سيكون مشروطاً بتعهدات من السلطة الفلسطينية بعدم إشراك حركة حماس في الدولة المستقبلية .
في وقت سابق، تبنت الحكومة الأسترالية مصطلح "الأراضي الفلسطينية المحتلة"، بما في ذلك القدس الشرقية، واعتبرت المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية، وهو ما لاقى ترحيباً من الجانب الفلسطيني .
يُذكر أن أستراليا ليست الدولة الوحيدة التي تتخذ هذا الموقف؛ فقد سبقتها دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا في إعلان نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، مما يزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل للقبول بحل الدولتين.
ويعكس التوجه الأسترالي تحولاً في السياسة الخارجية للبلاد تجاه القضية الفلسطينية، ويثير تساؤلات حول تأثيره على العلاقات الثنائية مع إسرائيل، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة والتحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها المنطقة. إسرائيل ترد على كانبيرا: وزير الخارجية يقرر سحب تأشيرات الدبلوماسيين الأستراليين لدى السلطة الفلسطينية
First published: 10:18, 18.08.25