تسود حالة من التوتر داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية عقب إعلان الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس سلّمت أربعة جثامين فقط من بين الرهائن الذين قضوا في الأسر، خلافًا لما تم التوصل إليه في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي في تصريحات "القرار بعدم تسليم باقي الجثامين يشكّل خرقًا فاضحًا للاتفاق"، مضيفًا:"سنوصي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإغلاق معبر رفح إذا لم تلتزم حماس ببنود الاتفاق".
إسرائيل تتهم حماس بإخفاء معلومات عن الجثامين
أفادت مصادر أمنية إسرائيلية بأن حماس تملك معلومات دقيقة حول مواقع دفن أكثر من عشرة رهائن متوفّين، إلا أنها قررت تسليم أربعة فقط، ما اعتُبر في تل أبيب "خرقًا كاملًا للاتفاقيات الأخيرة".
وأوضح المسؤول ذاته:"الالتزام الأول هو لعائلات الرهائن، ولا يمكن السماح لحماس بالمراوغة في هذا الملف الإنساني".
مداولات سياسية وتنسيق مع الوسطاء
تُجرى في إسرائيل مناقشات بين المستويين الأمني والسياسي حول طبيعة الرد على خرق الاتفاق، وسط اتصالات مكثفة مع الوسطاء – مصر، قطر والولايات المتحدة.
وأشارت تقارير إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتلقّ حتى الآن طلبًا رسميًا من أي طرف لتسلّم جثامين إضافية، لكنها أشرفت اليوم على نقل جثامين فلسطينيين من إسرائيل إلى غزة، وفقًا لبنود الاتفاق الإنساني.
تأكيد هوية الجثامين الأربعة
الجيش الإسرائيلي أعلن استكمال إجراءات تحديد هوية أربعة من الرهائن المتوفّين الذين أُعيدت جثامينهم مساء أمس، وهم:غي إيلوز،بيبين جوشي واثنان آخران لم يُكشف عن اسميهما بناءً على طلب العائلات.
وقال غال هيرش، منسّق ملف المختطفين والمفقودين في إسرائيل، في رسالة إلى العائلات:"قلوبنا مع العائلات في هذه الساعات العصيبة. سنواصل الضغط على حماس حتى تتم إعادة جميع الرهائن، أحياءً كانوا أم موتى".
يأتي هذا التصعيد في وقت حسّاس من مفاوضات ما بعد وقف إطلاق النار في غزة، التي ترعاها القاهرة والدوحة وواشنطن. ويرى مراقبون أن تجميد إدخال المساعدات أو إغلاق معبر رفح قد يعيد الأزمة إلى نقطة الصفر ويهدّد بانهيار التفاهمات الإنسانية الهشّة التي جرى التوصل إليها خلال الأيام الماضية.