سباق تسلّح مائي: سلاح السدود بين الصين والهند يهدد حياة الملايين

الصين بدأت ببناء أضخم سد كهرومائي في العالم على نهر يارلونغ تسانغبو بالتبت، ما أثار مخاوف هندية من أزمة مائية وبيئية تهدد حياة الملايين في جنوب آسيا.

راديو الناس|
1 عرض المعرض
سد مائي - صورة تعبيرية
سد مائي - صورة تعبيرية
سد مائي - صورة تعبيرية
(Chatgpt)
أعلنت الصين الشهر الماضي عن بدء إنشاء أضخم سدّ كهرومائي في العالم على نهر يارلونغ تسانغبو في منطقة التبت، وهو مشروع يوصف في بكين بـ"مشروع القرن"، فيما تخشى الهند أن يؤدي إلى تراجع خطير في تدفّق المياه نحو أراضيها.
مشروع صيني ضخم
بحسب تصريحات رسمية، سيتضمن السد خمس محطات توليد بقدرة تصل إلى 300 مليار كيلوواط/ساعة سنويًا، أي ما يعادل استهلاك بريطانيا من الكهرباء في عام كامل. بكين تؤكد أنّ المشروع يهدف لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة، مع التشديد على مراعاة الجوانب البيئية. لكن منظمات بيئية حذّرت من "أضرار لا رجعة فيها" للتنوع البيولوجي وللرواسب الزراعية في هضبة التبت.
المخاوف الهندية
في المقابل، أبدت نيودلهي قلقًا بالغًا من احتمال انخفاض تدفق نهر براهمابوترا (امتداد النهر في الهند) بنسبة قد تصل إلى 85% في موسم الجفاف. مسؤولون هنود تحدثوا عن خطر مباشر على سبل عيش أكثر من 100 مليون شخص في الهند وبنغلادش، بل وأعربوا عن خشية من استخدام السد كورقة ضغط سياسية من جانب الصين.
رد هندي متسارع
لتخفيف التداعيات، سرّعت الحكومة الهندية خططها لإنشاء سد خاص بها في ولاية أروناشال براديش، بقدرة تخزين تبلغ 14 مليار متر مكعب، بهدف توفير المياه في مواسم الجفاف وصدّ أي فيضانات محتملة إذا فتحت بكين بوابات سدها. لكن المشروع يواجه اعتراضات شعبية عنيفة من المزارعين المحليين الذين يخشون على محاصيلهم وأراضيهم الزراعية.
توتر إقليمي
الصراع على مياه الأنهار يهدّد بإشعال مواجهة أوسع بين العملاقين الآسيويين، خصوصًا أن بكين ونيودلهي تخوضان نزاعات حدودية مزمنة. مراقبون وصفوا السدود الجديدة بأنها "سلاح جيوسياسي"، قد يحوّل الأمن المائي إلى ورقة ضغط استراتيجية في واحدة من أكثر مناطق العالم هشاشة مناخيًا وسكانيًا.