حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت "أبعادًا مرعبة"، مجددًا دعوته لوقف فوري لإطلاق النار، ومؤكدًا أن معاناة المدنيين لا يجب أن تُطمس وسط النزاعات الإقليمية الأخرى. وقال إن تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران لا ينبغي أن يحجب حقيقة أن المدنيين في غزة يواجهون وضعًا كارثيًا.
قصف على المخيمات ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية
وفي تصريحات من مقرّ الأمم المتحدة قبيل توجهه إلى إسبانيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول تمويل التنمية، قال غوتيريش إن "عائلات في غزة تُهجّر مرارًا، ولم يتبقَّ لها سوى أقل من خُمس مساحة القطاع"، مضيفًا أن "هذه المساحة أيضًا تحت القصف، بما في ذلك خيام اللاجئين والمناطق التي يفرّ إليها المدنيون".
وأشار إلى أن غزة تواجه أسوأ أوضاعها منذ بداية الحرب، مع نقص حاد في الغذاء والوقود والدواء والمأوى. وقال: "البحث عن الطعام لا يجب أن يكون حكمًا بالإعدام"، داعيًا إلى تمكين إيصال المساعدات بشكل آمن وكامل.
دعوة لتسهيل المساعدات وخطة إنسانية جاهزة
جدد الأمين العام مطالبته بثلاث خطوات فورية: وقف لإطلاق النار، الإفراج غير المشروط عن المختطفين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وأضاف أن "العمال الإنسانيين يعانون من الجوع، والمستشفيات تلجأ لتقنين الإمدادات، والمدنيون محاصرون في مناطق غير آمنة".
وأوضح غوتيريش أن قافلة صغيرة من المساعدات الطبية دخلت غزة هذا الأسبوع لأول مرة منذ أشهر وقال إن "ما نحتاجه الآن هو تدفق كبير للمساعدات – لم يعد يكفي القليل"، مؤكدًا أن إسرائيل، كقوة احتلال، ملزمة قانونيًا بتسهيل الإغاثة.
الأمم المتحدة تنتقد "صندوق المساعدة لغزة" (GHF)
كما شدد على ضرورة أن تضمن أي طريقة لتوزيع المساعدات سلامة المدنيين، موضحًا أن "العمليات التي تضع الناس في مناطق عسكرية أو قربها بطبيعتها غير آمنة". وقال: "لدينا خطة جاهزة تستند إلى مبادئ إنسانية واضحة، وقد نجحت خلال الهدنة السابقة، ويجب السماح بتنفيذها مجددًا".
واختتم غوتيريش حديثه بالتأكيد على أن "الطريق الوحيد لإعادة الأمل هو التقدّم نحو حل الدولتين"، مشددًا على أن "الدبلوماسية وكرامة الإنسان يجب أن تنتصر".
الخارجية الإسرائيلية: الأمم المتحدة تخدم أجندة حماس
وزارة الخارجية الإسرائيلية ردّت على تصريحات غوتيريش بالقول إن "الأمم المتحدة تبذل قصارى جهدها لإفشال عمل صندوق المساعدة لغزة"، معتبرة في بيان نشرته عبر منصة X أن "الأمم المتحدة تماهي موقفها مع حماس، التي تسعى بدورها لإفشال عمل الصندوق".