تشهد روسيا تضييقاً متصاعداً على تطبيقات المراسلة الأكثر استخداماً، بالتوازي مع الترويج الرسمي لتطبيق جديد مدعوم من الكرملين، في وقت تتوسع فيه ظاهرة انقطاع الإنترنت في مختلف المناطق.
قيود على واتساب وتلغرام
قالت هيئة الإعلام الروسية "روسكومنادزور" إنها فرضت منذ منتصف آب قيوداً على المكالمات عبر تطبيقي "واتساب" و"تلغرام"، اللذين يستخدمهما ما يقارب 97 و90 مليون شخص في روسيا. ويؤكد خبراء اتصالات أن هذه القيود تهدف لتعزيز الرقابة على المحادثات الخاصة، بينما ترى السلطات أن الشركتين لم تلتزما بتخزين بيانات المستخدمين داخل البلاد.
إطلاق "ماكس" كتطبيق وطني
في المقابل، تزامنت الخطوة مع إطلاق تطبيق جديد يحمل اسم "ماكس"، طورته شركة VK الخاضعة لسيطرة شركات كبرى مقربة من الرئيس فلاديمير بوتين. ووفق ما ذكرته وسائل الإعلام الروسية، فإن "ماكس" سيكون تطبيقاً شاملاً يدمج بين خدمات المراسلة والخدمات الحكومية والمالية، على غرار "وي تشات" في الصين.
مخاوف من الخصوصية
تشير بنود سياسة الخصوصية الخاصة بـ"ماكس" إلى إمكانية مشاركة البيانات مع جهات حكومية وأطراف ثالثة، ما يثير مخاوف حقوقيين من استخدامه كأداة مراقبة إضافية، خاصة في ظل محاكمات سابقة لمواطنين بسبب تعليقات أو رسائل خاصة.
انقطاعات متكررة للإنترنت
منذ أيار الماضي، شهدت جميع المناطق الروسية تقريباً انقطاعات متكررة لشبكات الإنترنت على الهواتف المحمولة. وتقول السلطات إن هذه الخطوة هدفها مواجهة هجمات الطائرات المسيّرة الأوكرانية، بينما يرى خبراء أن إغلاق الشبكات لا يحمي فعلياً من هذه الهجمات، بل يعطل حياة المواطنين وأعمالهم.
مشروع لتقييد الإنترنت أكثر
تعمل الحكومة على خطة تتيح إبقاء خدمات أساسية محدودة فقط أثناء الانقطاعات، مثل البنوك وخدمات التوصيل والتطبيق الجديد "ماكس". ويرى ناشطون في مجال الحقوق الرقمية أن ذلك يمثل محاولة لتقييد وصول الروس إلى الإنترنت المفتوح، على غرار النموذج الصيني.