تحقيق: أسرى فلسطينيون في مجيدو يعانون من الجوع والمرض وسوء المعاملة

تحقيق صحفي جديد يكشف شهادات صادمة عن تعذيب وتجويع منهجي يتعرّض له الأسرى الفلسطينيون داخل سجن مجيدو         

2 عرض المعرض
أسرى فلسطينيون في السجون الإسرائيلية – صورة عامة
أسرى فلسطينيون في السجون الإسرائيلية – صورة عامة
أسرى فلسطينيون في السجون الإسرائيلية – صورة عامة
(Flash90)
أوردت صحيفة "هآرتس" العبرية تحقيقًا مفصلًا يكشف عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجن مجيدو، حيث وثقت حالات سوء تغذية حاد، إصابات بأمراض جلدية ومعوية، وادعاءات متكررة عن تعرّضهم للعنف والإهمال الطبي الممنهج،في التحقيق الصحفي الذي أعدّته الصحفية هغار شيزاف، والمستند إلى شهادات أسرى محررين ومصادر أخرى من داخل سجن مجيدو، يُكشف النقاب عن ما كانت قد أكدته تقارير فلسطينية متتالية في السابق، بشأن تحوّل بعض السجون الإسرائيلية إلى مراكز تعذيب، مثل سجن "ساديه تيمان" في النقب، المُعدّ لأسرى غزة منذ بدء الحرب.
منظمات حقوقية إسرائيلية تؤكد الانتهاكات
يُشار إلى أن منظمات حقوقية إسرائيلية، أبرزها "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، كانت قد أكدت قبل شهور ما كشفته هآرتس من جرائم في سجن "ساديه تيمان" منذ اندلاع الحرب. وتنقل الصحيفة اليوم ضمن عدة شهادات، شهادة فتى من نابلس التقت به داخل "بيت جميل" في المدينة، وهو يجلس نحيفًا على كنبة متقادمة ويدخّن سيجارة. وتضيف: "بدا الفتى هزيلاً، وتبرز كدمات سوداء وحمراء أسفل عينيه وفي قدميه، نتيجة اعتداءات وأمراض جلدية".
"إبراهيم": النحافة المفرطة وشهادات التعذيب
توضح صحيفة هآرتس، التي غالبًا ما تغرّد خارج السرب الصحفي الإسرائيلي، أن الحديث يدور عن "إبراهيم" (اسم مستعار)، فتى في السادسة عشرة من عمره، أُطلق سراحه مؤخرًا من سجن مجيدو. وتتابع الصحيفة، نقلاً عن لجنة الإفراجات في سجن مجيدو: "جلس الفتى بمظهر خارجي صعب ويثير قلقًا كبيرًا". وتضيف أن "من أجل استكمال الصورة، ينبغي الإصغاء إلى ما يقوله إبراهيم، ولأحاديث والدته الجالسة إلى جانبه، والتي لا تزيح عينيها عنه وتقول: 'عندما تم الإفراج عن ابني قبل شهر، بدا كالمومياء، وخلت لوهلة أنه ليس ابني، لدرجة أننا لم نتعرّف عليه في البداية'".
2 عرض المعرض
فلسطينيون يشيّعون ضحايا قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية قرب مستشفى ناصر في خان يونس
فلسطينيون يشيّعون ضحايا قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية قرب مستشفى ناصر في خان يونس
فلسطينيون يشيّعون ضحايا قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية قرب مستشفى ناصر في خان يونس
(Flash90)
التجويع والعنف الجسدي داخل مجيدو
كما توضّح هآرتس أن صورة "إبراهيم" التي التُقطت في اليوم الأول من الإفراج عنه، تُظهر قسمات وجهه أكثر حدة مقارنةً بصورة له بعد شهر، حيث تظهر الصورة نحافته المفرطة الواضحة في يديه وجلده وعظامه، نتيجة التجويع. وتؤكد الصحيفة العبرية أن "إبراهيم"، بالإضافة إلى مرض جلدي أصيب به نتيجة ظروف الاعتقال، تعرّض للضرب والعنف، ما تسبب له بألم في الأمعاء وحالات إغماء متكررة. وتشير هآرتس إلى أن المستندات الطبية والقضائية، وشهادته، تُضاف إلى شهادات كثيرة لأسرى فلسطينيين، صغارًا وكبارًا، تعرّضوا لتعذيب مشابه داخل سجن مجيدو، الواقع قرب مفرق اللجون.
المدنيون الفلسطينيون بين ناري إسرائيل والولايات المتحدة
تواصل صحيفة هآرتس الكشف عن جرائم إطلاق النار القاتلة على المدنيين الغزيين، الذين يقفون في طوابير أمام مراكز المساعدات الإنسانية داخل القطاع. وكانت قد نشرت تحقيقًا موسعًا يوم الجمعة الماضي تحت عنوان "السمك المالح"، وهو الاسم الذي أطلقه جيش الاحتلال على عملية قتل الغزيين.
تحقيق أمريكي: حراس يطلقون النار دون تهديد
اليوم الجمعة، تعود هآرتس وتنقل عن وكالة أنباء أمريكية تحقيقًا جديدًا يقول إن حراسًا أمريكيين في مراكز توزيع المؤن داخل القطاع يطلقون الرصاص الحي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع على الفلسطينيين، ويقتلون ويصيبون المدنيين دون أن يشكلوا أي تهديد. وتستند الوكالة إلى شهادات بالصوت والصورة، وشهادات من موظفين في صندوق المساعدات الإنسانية، يؤكدون أن هؤلاء الحراس، غير المؤهلين، يحملون السلاح ويتصرفون دون رقابة.
شهادات بالتعاون بين الحراس والجيش الإسرائيلي
ينقل التحقيق عن أحد العاملين في الشركة الأمريكية قوله إن "الحراس الأميركيين يطلقون النار بكثافة تجاه الأبرياء في غزة، بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي". وتضيف الوكالة على لسان أحد المصادر: "الفلسطينيون يشعرون بأنهم محاصرون بين نار إسرائيلية ونار أمريكية".